مقال

الدكروري يكتب عن قزمان كبير المنافقين

جريدة الاضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الجمعة الموافق 8 مارس 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم وأبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الشهداء وعن منزلة الشهداء عند ربهم، وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل ممن يدّعي الإسلام “هذا من أهل النار” فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا، فأصابته جراحة، فقيل يا رسول الله، الذي قلت له إنه من أهل النار، فإنه قد قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إلى النار” 

قال فكاد بعض الناس أن يرتاب، فبينما هم على ذلك، إذ قيل إنه لم يمت، ولكن به جراحا شديدا، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح، فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال “الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله” ثم أمر بلالا، فنادى بالناس “إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر” وقال الإمام ابن الجوزي هذه القصة جرت يوم أحد، وهذا الرجل اسمه قزمان، وهو معدود في جملة المنافقين، وكان قد تخلف يوم أحد، فعيّره النساء، وقلن له قد خرج الرجال، ما أنت إلا امرأة، فخرج لما أحفظنه، فصار في الصف الأول، وكان أول من رمى بهم، وجعل يرسل نبلا كالرماح، ثم صار إلى السيف ففعل العجائب، فلما انكشف المسلمون كسر جفن سيفه، وجعل يقول الموت أحسن من الفرار. 

يا للأوس، قاتلوا على الأحساب، وجعل يدخل وسط المشركين حتى يقال قد قتل، ثم يخرج ويقول أنا الغلام الظفري، حتى قتل سبعة، وأصابته جراحة، فمر به قتادة بن النعمان، فقال هنيئا لك الشهادة، فقال إني والله ما قاتلت على دين، ما قاتلت إلا على الحفاظ، ألا تسير قريش إليها حتى تطأ سعفتنا، ثم أقلقته الجراحة فقتل نفسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر” وأما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهو معدود في الشهداء لما رواه البخاري عن قتادة، أن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال “اثبت أحد فإنما عليك نبي، وصديق، وشهيدان” والشهيدان المقصودان في هذا الحديث هما عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان رضي الله عنهما. 

وعن عبد الله أن الطفيل بن عمرو الدوسي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل لك في حصن حصين ومنعة؟ قال حصن كان لدوس في الجاهلية، فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاجتووا المدينة، فمرض فجزع، فأخذ مشاقص له، فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيا يديه فقال له ما صنع بك ربك؟ فقال غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال ما لي أراك مغطيا يديك؟ قال قيل لي لن نصلح منك ما أفسدت، فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم وليديه فاغفر” وهذا الرجل ليس شهيدا، بل هو قاتل النفس، ولكن الله غفر له وأدخله الجنة، وقال الإمام النووي أما أحكام الحديث ففيه حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة أن من قتل نفسه، أو ارتكب معصية غيرها، ومات من غير توبة، فليس بكافر، ولا يقطع له بالنار، بل هو في حكم المشيئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى