مقال

الدكروري يكتب عن الإمام جرير إبن عبد الله ” جزء 3″

الدكروري يكتب عن الإمام جرير إبن عبد الله ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإمام جرير إبن عبد الله، وتقول إن رسول الله صلي الله عليه وسلم أرسل جريرا البجلي إلى “تبالة ” الواقعة بمنطقة بيشة، وذلك لهدم ” ذي الخلصة ” وهو بيت كان يقال له الكعبة اليمانية وكان بداخله صنم عبارة عن مروة بيضاء منقوش عليها كهيئة التاج ” ولقد كان جرير موضع ثقة النبي صلى الله عليه وسلم قال جرير “ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك” ونال شرف الصحبة، ولكنه لم ينل شرف الجهاد تحت لواء النبي صلى الله عليه وسلم فلا ذكر له في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه، وعن جرير بن عبد الله قال “سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري” عن زياد بن علاقة قال شهدت جرير بن عبد الله البجلي لما هلك المغيرة بن شعبة.

 

فسمعت جريرا يخطب فقال اشفعوا لأميركم فإنه كان يحب العافية واسمعوا وأطيعوا حتى يأتيكم أميرا ما بعد فإني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام واشترط علي النصح لكل مسلم ورب هذا المسجد إني لكم ناصح” وفي البخاري بسنده عن جرير بن عبد الله قال “بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم” وروى مسلم في صحيحه عن جرير بن عبد الله البجلي قال “قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا جرير ألا تريحني من ذي الخلصة” وكان بيتا يعبد في الجاهلية يقال له الكعبة اليمانية، قال فنفرت في خمسين ومائة فارس وكنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب يده في صدري، فقال “اللهم ثبته واجعله هاديًا مهديا” قال فانطلق فحرقها بالنار.

 

ثم بعث جرير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يبشره يكنى أبا أرطاة منا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له “ما جئتك حتى تركناها كأنها جمل أجرب فبرّك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات” وعن جرير بن عبد الله قال “ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا ضحك” وعن جرير بن عبد الله البجلي انه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت مدحوس من الناس فقام بالباب فنظر النبي صلى الله عليه وسلم يمينا وشمالا فلم يري موضعا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم رداءه فلفه ثم رمى به إليه فقال اجلس عليه، فأخذه جرير فضمه وقبله ثم رده على النبي صلى الله عليه وسلم وقال أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

“إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه” في البخاري عن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع “استنصت الناس” فقال “لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض” ويقول الأندلسي في العقد الفريد إن جرير بن عبد الله البجلي صاحب النبي صلي الله عليه وسلم، وكان يقال له يوسف هذه الأمة، لحسنه، وقد وصفه رسول الله صلي الله عليه وسلم “إن على وجهه مسحة ملك” كما في الحديث الوارد بمسند أحمد بن حنبل، ومن أحاديثه أنه قال “أتيت النبي صلي الله عليه وسلم وهو يبايع فقلت يارسول الله أبسط يدك حتى أبايعك واشترط علي فإنك أعلم، قال ” أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين” وبعث رسول الله جريرا إلى ذي الكلاع بن ناكور بن حبيب بن مالك بن حسان بن تبع.

 

وذي عمرو باليمن يدعوهما إلى الإسلام، فأسلما، وأسلمت ضريبة بنت أبرهة بن الصباح امرأة ذي الكلاع، ويبدو أن النبي صلي الله عليه وسلم بعث جريرا إلى اليمن سنة إحدى عشرة من الهجرة، وكان النبي صلي الله عليه وسلم كتب إلى ذي الكلاع مع جرير، ولم يرو نص الكتاب، وكان ذو عمرو يهوديا، ووفد ذو الكلاع على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأغزاه الشام، فلم يزل بها حتى قتل بصفين مع معاوية بن أبي سفيان، ومعركة صفين كانت سنة سبع وثلاثين من الهجرة، وتوفي رسول الله صلي الله عليه وسلم وجرير في اليمن، فأخبره ذو عمرو بوفاته صلى الله عليه وسلم، فخرج جرير إلى المدينة المنورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى