مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الألباني ” جزء 4″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الألباني ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الرابع مع الإمام الألباني، وكان لإشتغال الشيخ الألباني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ، وقد زاد تشبثه وثباته على هذا المنهج مطالعته لكتب شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم وغيرهما من أعلام المدرسة السلفية، وقد حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد والسنة في سوريا حيث زار الكثير من مشايخ دمشق وجرت بينه وبينهم مناقشات حول مسائل التوحيد والإتباع والتعصب المذهبي والبدع، فلقي الشيخ لذلك المعارضة الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب ومشايخ الصوفية والخرافيين والمبتدعة، فكانوا يثيرون عليه العامة والغوغاء ويشيعون عنه بأنه وهابي ضال ويحذرون الناس منه، هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم والدين في دمشق.

والذين حضوه على الاستمرار قدما في دعوته ومنهم، العلامة بهجت البيطار، والشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا، والشيخ توفيق البزرة، وغيرهم من أهل الفضل و الصلاح رحمهم الله، وكما أنه كانت هناك انتقادات على الألباني، فيقول مفتي الديار السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ أنه أمر بفصل الألباني من الجامعة الإسلامية بالمدينة نتيجة اختلافه مع عدد من المدرسين في الجامعة، وكما قال حبيب الرحمن الأعظمي في كتاب له بعنوان الألباني أخطاؤه وشذوذه عن الألباني فيقول “ولازم ذلك أنه والله لا يعرف ما يعرفه آحاد الطلبة الذين يشتغلون بدراسة الحديث في عامة مدارسنا، وكما قال عنه مسفر بن غرم الله الدميني رئيس قسم السنة سابقا ورئيس الدراسات العليا بكلية أصول الدين بالرياض قال عن الألباني.

بأنه يحتاج لمصدر فالمحاضرات الشفوية ليست مصدرا، وأنه تساهل في تصحيح الأحاديث الموافقة لرأيه وتساهل كذلك في تضعيف الأحاديث المخالفة لرأيه، وكما يقول عنه سفر الحوالي أستاذ ورئيس قسم العقيدة سابقا في جامعة أم القرى قد قال عن عقيدة الألباني والمؤسف مع هذا أن الألباني أخذ بكلام أهل الإرجاء المحض من غير تفصيل، وأيضا الدكتور محمد أبو رحيم قد ألف كتابا عن مخالفة عقيدة الألباني لعقيدة أهل السنة والجماعة عنوانه حقيقة الإيمان عند الألباني وقد أثنى على الكتاب وقدم له محمد أبو شقرة وقد ردّ على ذلك أحد تلاميذ الألباني وهو علي حسن عبد الحميد، وتوفي الألباني قبيل يوم السبت في الثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة عام ألف وربعمائة وعشرين هجرية، الموافق الثاني من شهر أكتوبر ألف وتسعمائة وتسع وتسعين ميلادي.

في مدينة عمان عاصمة الأردن في حي ماركا الجنوبية، ودفن بعد صلاة العشاء، وعجل بدفنه لأمرين اثنين الأول هو تنفيذ وصيته كما أمر، والثاني هي ظروف الأيام التي حصل فيها موته والتي تلت هذه الأيام كانت شديدة الحرارة، فخشي أنه لو تأخر بدفنه أن تقع بعض الأضرار أو المفاسد على الناس الذين يأتون لتشييع جنازته فلذلك أوثر أن يكون دفنه سريعا، بالرغم من عدم إعلام أحد عن وفاته إلا المقربين منهم حتى يعينوا على تجهيزه ودفنه بالإضافة إلى قصر الفترة ما بين وفاته ودفنه، إلا أن الآف المصلين قد حضروا صلاة جنازته حيث تداعى الناس بأن يعلم كل منهم أخاه، وكانت وصيته الأخيرة وهي أن أوصي الشيخ الألباني يقول أوصي زوجتي وأولادي وأصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة والرحمة، أولا، وألا يبكوا علي نياحة أو بصوت مرتفع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى