مقال

نسائم الايمان ومع سيف الله المسلول ” الجزء السابع

نسائم الايمان ومع سيف الله المسلول ” الجزء السابع ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع سيف الله المسلول، وقد توقفنا عندما أرسل الخليفة أبو بكر الصديق لخالد بن الوليد فعنفه أشد مما عنفه يوم زواجه من أم تميم، فتألم خالد بن الوليد لغضب أبي بكر الصديق، و بعد موقعة اليمامة قد انتهت مهمة خالد بن الوليد في حروب الردة، فاتخذ له بيتا في أحد أودية اليمامة عاش فيه مع زوجتيه، ومع انتهاء حروب الردة، بلغ أبا بكر الصديق أن المثنى بن حارثة الشيباني ورجال من قومه أغاروا على تخوم فارس حتى بلغ مصب دجلة والفرات، فسأل عنه فأثنى عليه الصحابة، ولم يلبث أن أقبل المثنى على المدينة، طالبا منه أن يستعمله على من أسلم من قومه، فأقر له الخليفة أبو بكر الصديق بذلك، وقد رأى أبو بكر الصديق بأن يمدّ المثنى بمدد ليتابع غزواته، لذا أمر خالد بن الوليد بأن يجمع جنده في اليمامة.

 

وألا يستكره أحدا منهم، ويتوجه إلى العراق، كما أمر عياض بن غنم بأن يتوجه إلى دومة الجندل ليخضع أهلها، ثم يتوجه إلى الحيرة، وأيهما بلغ الحيرة أولا تكون له القيادة، ووجد خالد بن الوليد أن جيشه قد قلّ عدده، فطلب المدد من الخليفة، فأمدّه بالقعقاع بن عمرو التميمي، فتعجّب الناس من هذا المدد، فقال لهم أبو بكر “لا يُهزم جيش فيه مثل هذا” وقد أدرك خالد بن الوليد، المثنى قبل أن يصل إليه عياض بعشرة الآف مقاتل، لينضم إليه ثمانية الآف مقاتل هم جند المثنى، وكانت أول معارك خالد بن الوليد في العراق أمام جيش فارسي بقيادة “هرمز” في معركة ذات السلاسل، في بداية المعركة، طالب هرمز أن يبارز خالد، وكان قد دبّر مكيدة بأن يتكاتل عليه جنده فيقتلوه، فيفتّ ذلك في عضد المسلمين فينهزموا، لم يعط هرمز خالد بن الوليد قدره.

 

فقد قتله خالد قبل أن تكتمل المكيدة، وأدرك القعقاع جند الفرس قبل أن يغدروا بخالد، ليثبت بذلك للمسلمين صحة وجهة نظر الخليفة فيه، وبعد ذلك، شدّ المسلمون على الفرس وهزموهم، وأمر خالد المثنى بمطاردة الفلول، استمر المثنى يطارد الفلول، إلى أن ترامى إلى أذنه زحف جيش آخر بقيادة “قارن بن قريانس” فأرسل إلى خالد، فلحقه خالد بالجيش، والتحم الجيشان وللمرة الثانية يهزم جيش خالد جيشا فارسيا ويقتل قادته في معركة عرفت بمعركة المذار، وقد أدرك الفرس صعوبة موقفهم، فقرروا أن يستعينوا بأوليائهم من العرب من بني بكر بن وائل، والتقى الجيشان في معركة الولجة والتي استخدم فيها خالد نسخة مطورة من تكتيك الكماشة، حيث استخدم مجموعتين من الجند ليكمنوا للفرس، استثارت الهزيمة غضب الفرس وأولياءهم من العرب،

 

فاجتمعوا في أليس بجيش عظيم، واشتبك معهم جيش المسلمين في معركة عظيمة تأرجحت وطالت بين الفريقين، فتوجه خالد بالدعاء إلى ربه، ونذر أن يجري النهر بدماء أعدائه إن انتصر المسلمون، وفي النهاية، انتصر المسلمون وفر الفرس والعرب، وأمر خالد بن الوليد بأسرهم، ليبرّ بنذره، ثم أمر بحبس النهر، وضرب رقاب الأسرى ثم أجرى النهر فتحوّل دما، وكانت الخطوة التالية لتأمين النصر هي فتح الحيرة عاصمة العراق العربي، فتوجه بجيشه إليها وحاصرها، ولما لم يجدوا مهربا قبلوا بأن يؤدوا الجزية، وبعد أن أراح جيشه، سار خالد على تعبئته إلى الأنبار وعلى مقدمته الأقرع بن حابس، فحاصرها وقد تحصن أهل الأنبار وخندقوا حولهم، فطاف خالد بالخندق بحثا عن أضيق مكان فيه، ثم أمر بنحر ضعاف الإبل وإلقائها في ذلك الموضع.

 

وعبر عليها جيشه ففتح بذلك الحصن، اتجه خالد بعد ذلك إلى عين التمر، حيث واجه جيشا من الفرس والعرب من قبائل بني النمر بن قاسط وتغلب وإياد بقيادة “عقة بن أبي عقة” في معركة عين التمر وانتصر عليهم، وبذلك أصبح معظم العراق العربي تحت سيطرة المسلمين، وكان عياض بن غنم ما زال في حربه في دومة الجندل منذ بعثه الخليفة لقتالهم، حيث طال حصاره لعام ولم يظفر بهم، يأس الخليفة من الموقف، فأمده بالوليد بن عقبة، وحين وصل إليه الوليد أيقن صعوبة موقف عياض، فأشار عليه بأن يرسل إلى خالد بن الوليد يستنصره، ولم يتردد عياض فأرسل لخالد بن الوليد، وكان قد همّ بالرحيل عن عين التمر، لذا، فقد توجه خالد إليه بجيشه، فجعل دومة بينه وبين جند عياض، ونجح في افتضاض الحصن في معركة دومة الجندل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى