مقال

شهر التدريب على التقوي

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن شهر التدريب على التقوي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 12 مارس 2024

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضاه، أحمده تعالى وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها النجاة يوم نلقاه، يوم يبعثر ما في القبور ويحصّل ما في الصدور، وأَشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان المبارك، وإن شهر رمضان هو شهر التدريب على التقوي، ولقد أراد الله عزوجل فى هذا الشهر الكريم أن نتقي الله عزوجل، وأن نألف الطاعات، فأنت في رمضان تغض البصر، فيجب عليك أن تغضه فى رمضان وفى غير رمضان، وإن كنت تائبا تغضه فى رمضان مبدئيا، فإذا ألفت أن تغض البصر ثلاثين يوما هذا الغض يستمر بعد رمضان.

وإذا ألفت أن تصلى الفجر في المسجد هذا يستمر بعد رمضان، وإذا ألفت أن تصلى العشاء فى جماعة، فهذه العبادة تستمر بعد رمضان، وإذا ألفت أن تضبط لسانك فى رمضان، فهذا ينبغى أن يستمر بعد رمضان، أى أراد الله أن ينهض بنا فى رمضان، دورة مكثفة، تقوية إرادة، أن تعيش ما يعانيه الفقراء، فالأمر البشرى أحيانا يقول لك أحدهم أنا ضربت عصفورين بحجر فالله عز وجل إذا أمر أمرا فإن مليون هدف يتحقق فى آن واحد، ومن قال لك إن رمضان فقط يقرب الإنسان من الله عز وجل ؟ فإن شهر رمضان عمليا هو صيانة لأجهزة الجسم، لابد منها فى كل عام مرة، حينما ترتاح الأجهزة من عبء الهضم، وثقل الطعام، فإن النشاط يتجدد، وإن شهر رمضان مدرسة تربوية جامعة للخير، يتلقى فيه المؤمن من العظات البالغة والدروس النافعة ما ينشط من خلالها في عامه كله.

جدّا واجتهادا ونشاطا في طاعة الله عز وجل جل، وإن ذلكم الشهر العظيم والموسم الكريم، موسم مبارك، يتلقى فيه المؤمنون دروسا عظيمة، وعبرا جليلة، وعظات بالغة، ولهذا ينبغى على المؤمن الحريص على سعادة نفسه، وفوزها فى الدنيا والآخرة أن يستفيد حقا من ذلك الموسم الكريم، وأن يستفيد من عبره ودروسه، وعظاته التى لا تعد ولا تحصى، وألا يكون حظه من ذلك الشهر بما أداه فيه من طاعة، وقام فيه من عبادة، بل ينبغى عليه أن يكون متلقيا لتلك الدروس العظيمة، والعبر والعظات التي يتلقاها المؤمن المجد فى موسم الخير، وشهر الفضل شهر رمضان المبارك، وإن من دروس شهر رمضان العظيمة، هو أن يعلم المسلم أن وجوب الصيام عن الطعام والشراب، وسائر المفطرات محله شهر رمضان، وأما الصيام عن الحرام، فمحله طيلة عمر الإنسان.

فالمسلم يصوم في أيام شهر رمضان عن الحلال والحرام، ويصوم طيلة عمره وأيام حياته عن الحرام، وذلك أن الصوم فى اللغة هو الإمساك عن الشيء، فامتناع العين واللسان، والأذن واليد، والرجل والفرج عما مُنعت منه من الحرام هو صيام من حيث اللغة، وهو واجب على المسلم مدة حياته وطول عمره، وإن الله سبحانه وتعالى لما تفضل على عباده بهذه النعم العظيمة، العين واللسان والأذن واليد، والرجل والفرج، أوجب عليهم استعمالها فيما يرضيه، وحرم عليهم استعمالها فيما يسخطه، ومن أعظم شكر الله على هذه النعم أن يكون المسلم مستعملا لها حيث أمر أن يستعملها فيه، ممتنعا عن استعمالها في معصية من تفضل بها، وهو الله سبحانه وتعالى فالعين شُرع استعمالها فى النظر إلى ما أحل الله، ومنع من استعمالها في النظر إلى الحرام.

وامتناعها عن ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم، والأذن شُرع استعمالها فى استماع ما أبيح لها، وحُرم على العبد استعمالها في سماع ما لا يجوز سماعه، وامتناعها عن ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم، واليد شُرع استعمالها في تعاطي ما هو مباح، ومُنع من استعمالها في كل حرام، وامتناعها عن ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم، والرجل شُرع استعمالها في المشي في كل خير، ومنع من المشي فيها إلى الحرام، وامتناعها من ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم، وإن الفرج أبيح استعماله في الحلال، ومنع من استعماله في الحرام، وامتناعه من ذلك صيامه وحكمه مستمر دائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى