مقال

نبذة عن حياة صحابة رسول الله الحلقة السابعة عشر ذي النورين ورابع من أسلم عثمان ابن عفان الجزء الرابع والفتنة الكبري

جريدة الاضواء

نبذة عن حياة صحابة رسول الله
الحلقة السابعة عشر
ذي النورين ورابع من أسلم
عثمان ابن عفان
الجزء الرابع
والفتنة الكبري

قامت الفتنة على يد عبد الله بن سبأ اليهو دي ، المعروف باسم ابن السوداء ، وكان يدعي إسلامه ، وقام بالافتراء علي سيدنا عثمان وقام بالتشكيك في مصداقيته و توجه إلى البصرة وحاول أن يحدث فتنة فيها، فاجتمع عليه نفر سمعوا له، لكنه أخرج منها ، وقصد الكوفة ففعل فيها مثل ما فعل في البصرة ، وأخرج منها، فاستقر في مصر، وبقي على تواصل مع أهل الفتنة من البصرة والكوفة.

ولجا عبد الله بن سبأ الي التشنيع بولاة عثمان، والطعن بهم، ومهاجمتهم ، ثم تجرأ حتى أصبح يهاجم الخليفة نفسه. وكانوا يخططون للقدوم إلى مكة في موسم الحج والخروج على أمير المؤمنين وعصيانه علنا.

وقد وصل الخبر لسيدنا عثمان عما يخططه أهل الفتنة في البصرة والكوفة من رجلين شهدا التخطيط والتدبير، فأرسل إلى الكوفيين والبصريين ونادى: الصلاة جامعة! فأقبل الرجلان، وشهدا بما علما؛ فقال المسلمون جميعا: اقت/لهم ؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “مَن دعا إلى نفسه، أو إلى أحد وعلى الناس إمام، فعليه لعنة الله فاقتلوه”.

فقال عثمان ” بل نعفو ونقبل، ونبصرهم بجهدنا ، ثم أخذ أمير المؤمنين يرد عليهم مزاعمهم وافتراءاتهم، ويؤيده المهاجرون والأنصار، حتى أفحم أهل الفت/نة ، فرجعوا إلى بلادهم وعزموا على العودة في موسم الحج لاقتحام المدينة.
وفي موسم الحج اجتمع أهل الفت/نة في المدينة بشكل منظم متفق عليه مسبقا، وحاصروا دار الخليفة، وضيقوا عليه، وشارك بالفتنة كثير ممن غُرِّر بهم.

وواجهوا عثمان باتهاماتهم، فرد عليهم كل اتهاماتهم الباطلة، لكنهم أبوا السماع له، وبقوا على موقفهم وخيروه بين عزل نفسه أو قتله فرفض رضي الله عنه.

الحصار …..
فحاصروه واشتد عليه الحصار، فأرسل إلى علي وطلحة والزبير فحضروا، ثم أشرف عليهم عثمان وقال “يا أيها الناس، اجلسوا. فجلسوا المحارب والمسالم.
فقال لهم: يا أهل المدينة، أستودعكم الله، وأسأله أن يحسن عليكم الخلافة من بعدي.

و أنشدكم بالله، هل تعلمون أنكم دعوتم الله عند مصاب عمر أن يختار لكم، ويجمعكم على خيركم؟
أتقولون: إن الله لم يستجب لكم وهنتم عليه وأنتم أهل حقه؟ أم تقولون: هان على الله دينه فلم يبالِ من وَلِي والدين لم يتفرق أهله يومئذ؟ أم تقولون: لم يكن أخذٌ عن مشورة إنما كان مكابرة، فوكل الله الأمة إذا عصته ولم يشاوروا في الإمامة؟ أم تقولون: إن الله لم يعلم عاقبة أمري!”.

وأخذ يبين لهم حرمة نية قت/له وعقاب الق/تل عند الله، وقال لهم “أنشدكم بالله أتعلمون لي من سابقة خير وقدم خير قدمه الله لي ما يوجب على كل من جاء بعدي أن يعرفوا لي فضلها! فمهلا لا تقتلوني؛ فإنه لا يحل إلا قت/ل ثلاثة: رجل زنى بعد إحصانه، أو كفر بعد إيمانه، أو قتل نفسا بغير حق؛ فإنكم إذا قتلتموني وضعتم السيف على رقابكم، ثم لم يرفع الله عنكم الاختلاف أبدا”.
ثم لزم داره وأمر أهل المدينة بالرجوع، فرجعوا باستثناء نفر من الصحابة، وبعد 18 ليلة من الحصار سمعوا بجنود من الأمصار تهيؤوا لنصرة عثمان، فشددوا الحصار عليه ومنعوه من كل شيء حتى الماء. وبقي نفر من الصحابة وأبنائهم يدافعون عنه، وأهل الفتنة يزدادون فجرا وإصرارا على الباطل.

وأمر الخليفة الصحابة بالانصراف وترك الدفاع عنه، ويروي عبد الله بن عامر بن ربيعة ما حدث فيقول “كنت مع عثمان في الدار فقال: أعزم على كل من رأى أن عليه سمعا وطاعة إلا كف يده وسلاحه. ثم قال: قم يا ابن عمر -وعلى ابن عمر سيفه متقلدا- فأخبر به الناس. فخرج ابن عمر والحسن بن علي. وجاء زيد بن ثابت فقال له: إن هؤلاء الأنصار بالباب يقولون: إن شئت كنا أنصار الله، مرتين. قال عثمان: لا حاجة بي في ذلك، كُفُّوا”.

وقال له أبو هريرة “اليوم طاب الضرب معك. قال: عزمت عليك لتخرجَنَّ. وكان الحسن بن علي آخر من خرج من عنده، فإنه جاء الحسن والحسين وابن عمر وابن الزبير ومروان، فعزم عليهم في وضع سلاحهم وخروجهم، ولزوم بيوتهم. لأنه لا يريد للفتنة أن تكبر ويحدث قتال بين الصحابة وأهل الفت/نة.

الشهادة ….
ذُكرت عدة روايات في استشهاد عثمان
فعن ريطة مولاة أسامة قالت “كنت في الدّار، إذ دخلوا عليه وجاء رجل من خلف عثمان بسعفة رطبة فضرب بها جبهته فرأيت الدم يسيل وجاء آخر فضربه بالسيف على صدره فأقعصه وتعاوروه بأسيافهم فرأيتهم ينتهبون بيته”.
وقال مجالد عن الشعبي “جاء رجل من “تجيب” من المصريين والناس حول عثمان فاستل سيفه ثم قال: أفرجوا ففرجوا له، فوضع ذباب سيفه في بطن عثمان فأمسكت نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان السيف لتمنع عنه، فحزّ السيف أصابعها.
وقيل: الذي قتله رجل يقال له حمار”.
وقال عبد الرّحمن بن عبد العزيز “سمعت ابن أبي عون يقول: ضرب كنانة بن بشر جبينه بعمود حديد وضربه سودان المراديّ فقتله، ووثب عليه عمرو بن الحمق، وبه رمق وطعنه تسع طعناتٍ وقال: ثلاث للّه وستٌّ لما في نفسي عليه”.
وعن المغيرة قال “حاصروه اثنين وعشرين يوما، ثمّ أحرقوا الباب فخرج من في الدّار”.
وعن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال “فتح عثمان الباب ووضع المصحف بين يديه، فدخل عليه رجلٌ فقال: بيني وبينك كتاب اللّه، فخرج وتركه، ثمّ دخل عليه آخر، فقال: بيني وبينك كتاب اللّه، فأهوى إليه بالسّيف، فاتّقاه بيده فقطعها، فقال: أما واللّه إنّها لأوّل كفٍّ خطّت المفصّل، ودخل عليه رجلٌ يقال له الموت الأسود، فخنقه قبل أن يضرب بالسّيف، قال: فو الله ما رأيت شيئا ألين من حلقه، لقد خنقته حتّى رأيت نفسه مثل الجان تردّد في جسده”.
استشهد رضي الله عنه في شهر ذي الحجة سنة 35 للهجرة بعد اتمامه 12 عاما من الخلافة، ودفن بالبقيع،

الكاتبة دكتورة لبني يونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى