مقال

تنزل الملائكة والروح فيها

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تنزل الملائكة والروح فيها
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 25 مارس 2024

الحمد لله الذي شمل بخلقه ورحمته ورزقه القريب والبعيد، سبحانه وتعالي “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين” وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله هو أفضل النبيين والمؤيد بالآيات البينات والحجج الواضحات والبراهين صلى اله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي وكتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن أحكام الصيام في شهر رمضان وعن فضل قيام ليلة القدر، فقال ابن عباس رضي الله عنه “أنها ليلة سبع وعشرين” واستنبط ذلك استنباطا عجيبا من عدة أمور.

فقد ورد أن عمر رضي الله عنهما جمع الصحابة وجمع ابن عباس معهم وكان صغيرا فقالوا إن ابن عباس كأحد أبنائنا فلم تجمعه معنا ؟ فقال عمر إنه فتى له قلب عقول، ولسان سؤول ثم سأل الصحابة عن ليلة القدر، فأجمعوا على أنها من العشر الأواخر من رمضان فسأل ابن عباس عنها، فقال إني لأظن أين هي، إنها ليلة سبع وعشرين، فقال عمر وما أدراك ؟ فقال إن الله تعالى خلق السموات سبعا، وخلق الأرضين سبعا، وجعل الأيام سبعا، وخلق الإنسان من سبع، وجعل الطواف سبعا، والسعي سبعا، ورمي الجمار سبعا، فيرى ابن عباس أنها ليلة سبع وعشرين من خلال هذه الاستنباطات، وكأن هذا ثابت عن ابن عباس، ومن الأمور التى استنبط منها أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين وأن كلمة فيها من قوله تعالى” تنزل الملائكة والروح فيها”

هى الكلمة السابعة والعشرون من سورة القدر، وهذا ليس عليه دليل شرعى، فلا حاجة لمثل هذه الحسابات، فبين أيدينا من الأدلة الشرعية ما يغنينا، ولكن كونها ليلة سبع وعشرين أمر غالب والله أعلم وليس دائما، فقد تكون أحيانا ليلة إحدى وعشرين، وكما جاء في حديث أبى سعيد الخدرى، وقد تكون ليلة ثلاث وعشرين كما جاء فى رواية عبد الله بن أنيس رضى الله عنه، وفى حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال” التمسوها في العشر الأواخر من رمضان فى تاسعة تبقى، فى سابعة تبقى، فى خامسة تبقى” رواه البخارى، ورجّح بعض العلماء أنها تتنقل وليست فى ليلة معينة كل عام، وقال النووي رحمه الله “وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الأحاديث الصحيحة فى ذلك، ولا طريق إلى الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها”

وإنما أخفى الله تعالى هذه الليلة ليجتهد العباد في طلبها، ويجدّوا في العبادة، كما أخفى ساعة الجمعة وغيرها، فينبغي للمؤمن أن يجتهد فى أيام وليالى هذه العشر طلبا لليلة القدر، اقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم، وأن يجتهد فى الدعاء والتضرع إلى الله، وعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت، قلت يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال صلى الله عليه وسلم، قولى “اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنى” رواه الإمام أحمد، والترمذى، وابن ماجة، فيجب اختصاص الاعتكاف فيها بزيادة الفضل على غيرها من أيام السنة، والاعتكاف لزوم المسجد لطاعة الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى