مقال

الدكروري يكتب عن الصحابي عامر بن فهيرة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الصحابي عامر بن فهيرة

 

بقلم محمد الدكروري

 

الصحابى عامر بن فهيرة وهو صحابي جليل وكان مولى أبو بكر الصديق رضى الله عنهما، وهو أحد السابقين إلى الإسلام، وكان من المستضعفين الذين عُذبوا لما اعتنقوا الإسلام، فاشتراه أبو بكر الصديق رضى الله عنه، فأعتقه فصار مولى له، وأسلم قبل أن يدخل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، دار الأرقم رضي الله عنه وحسن إسلامه، وكان عامر بن فهيرة رضى الله عنه هو رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر الصديق رضي الله عنه، في هجرتهما إلى المدينة المنورة، وكان رضى الله عنه إذا أمسى أراح عليهما غنم أَبِى بكر رضي الله عنه فاحتلباها، وإِذا غدا عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما من عندهما اتبع عامر بن فهيرة رضي الله عنه، أثَره بالغنم حتى يعفي عليه، ولما هاجرا، فقد هاجر رضي الله عنه معهما وقد شهد بدرا وأحدا، واستشهد يوم بئر معونة، وكان له من العمر أربعون عاما ورُوى أنه لما استشهد رُفع بين السماء والأرض، وقيل إن الملائكة دفنته أو رفعته، فرضي الله عنه، كان حافظا وأمينا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر الصديق رضى الله عنهما، وكان ثالثهما في الهجرة، وقد نال خاتمة الشهادة جزاءا من الله عز وجل، فعندما قام قاتله بطعنه، خرج من جرحه نورا، وعندما مات غاب في السماء حيث رفعته الملائكة إلى الأعلى والناس يشاهدون ذلك، ففي صحيح البخاري عن عروة قال، لما قتل الذين ببئر معونة وأسر عمرو بن أمية الضمري، قال له عامر بن الطفيل من هذا؟ فأشار إلى قتيل، فقال له عمرو بن أمية، هذا عامر بن فهيرة فقال لقد رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء، حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض ثم وضع، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم فنعاهم، فقال إن أصحابكم قد أصيبوا، وإنهم قد سألوا ربهم، فقالوا ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك، ورضيت عنا، فأخبرهم عنهم، وسرية المنذر بن عمرو أو سرية بئر معُونة وهي أحد سرايا الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أرسل فيها الصحابي الجليل المنذر بن عمرو في أربعين رجلا إلى أهل نجد ليعلموهم القرأن الكريم، فغدوا وقتلوا جميعا الا واحد، وهو الصحابي كعب بن زيد، وقد شفي من جراحه واستشهد في غزوة الخندق، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم، ثلاثين صباحا دعاء القنوت على قبائل رعل وذكوان وبني لحيان وعصية الذين قتلوا الصحابة، حيث قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالمدينة المنورة فعرض عليه الإسلام ودعاه إليه فلم يسلم ولم يبعد، وقال يا محمد لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد يدعونهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، إني أخشى عليهم أهل نجد، فقال أبو براء أنا لهم جار، فبعث الرسول صلى الله عليه وسلم، المنذر بن عمرو أخا بني ساعدة المعنق في أربعين رجلا من أصحابه من خيار المسلمين، فيهم الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان أخو بني عدي بن النجار، وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق، مع رجال من خيار المسلمين، فساروا حتى نزلوا بئر معونة، وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم، فلما نزلوا بعثوا حرام بن ملحان بكتاب الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى عامر بن الطفيل، فلما أتاه لم ينظر في الكتاب حتى عدا على الرجل فقتله، ثم استصرخ عليهم بني عامر فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم، وقالوا لن نخفر أبا براء وقد عقد لهم عقدا وجوارا، فاستصرخ عليهم قبائل من بني سليم، وهم عصية ورعلا وذكوان والقارة، فأجابوه إلى ذلك، فخرجوا حتى غشوا القوم، فأحاطوا بهم في رحالهم، فلما رأوهم أخذوا أسيافهم، ثم قاتلوا القوم حتى قتلوا عن آخرهم، إلا كعب بن زيد أخو بني دينار بن النجار، فإنهم تركوه به رمق، وأما عن هذا الصحابي الجليل عامر بن فهيرة فكان مولى للطفيل بن الحارث والطفيل هذا هو أخو السيده عائشة رضى الله عنها لأمها، وكان عامر بن فهيرة من المستضعفين من المؤمنين وقد دخل في الإسلام قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، وقد ولد الصحابى الجليل عامر بن فهيرة التيمي سنة سته وثلاثين قبل الهجرة، وقد عذب مع المستضعفين بمكة ليرجع عن دينه، فأبى، وتحمل ألوانا من التنكيل والعذاب، وضرب المثل في الصبر والثبات، فاشتراه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأعتقه، فكان يرعى له غنما بظاهر مكة، ويحرص على حضور مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم، ليتعلم من هديه وينهل من علمه وأدبه وخلقه، وقد روى البخاري عن السيده عائشة رضى الله عنها قالت لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر من مكة إلى المدينة إلا أبو بكر وعامر بن فهيرة ورجل من بني الديل وهو دليلهم” ولما هاجر عامر بن فهيرة إلى المدينة نزل على سعد بن خثيمة وآخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين الحارث بن أوس الأنصاري وقد شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، بدرا وأحدا، وقد أبلى فيهما بلاء حسنا، ويقال أن الرجل الذى قتل الصحابى عامر بن فهيرة، هو جبار بن سلمى، وقال لما طعنته بالرمح قال عامر بن فهيرة، فزت ورب الكعبة، فقال جبار بن سلمى بعد ذلك ما معنى قوله هذا؟ فقالوا له يعني فاز بالجنة، فقال صدق والله ثم أسلم جبار بعد ذلك لهذا الامر فكان قوله سببا في إسلام قاتله، وقد استشهد وهو ابن أربعين سنة، رضي الله عنه وأرضاه، وقد روى البخاري أنه لما استشهد عامر بن فهيرة ببئر معونة وأُسر عمرو بن أمية الضمري، قال له عامر بن الطفيل ما هذا ؟ وأشار إلى قتيل، فقال له عمرو بن أمية هذا عامر بن فهيرة قال لقد رأيته بعدما قُتل رُفع إلى السماء حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض ثم وضع قال ابن حجر وفي ذلك تعظيم لعامر بن فهيرة وترهيب للكفار، وقد أورد ابن الجوزي عن الزهري أنه قال بلغني أنهم التمسوا جسد عامر فلم يقدروا عليه وكانوا يرون أن الملائكة قد دفنته، وكان عامر بن فهيرة عبدا أسودا مملوكا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة الأزدي في مكة، وكان مولدا من مولدي الأزد، وقد أسلم قديما ولما همّ النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر بالهجرة، تخفيا لفترة في غار ثور حتى يفقد متتبعيهم أثرهم، فكان عامر بن فهيرة يروح بغنم أبي بكرالصديق عليهما، فيحتلبا الغنم، وإِذا خرج عبد الله بن أبي بكر من عندهما اتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم حتى يخفي آثار أقدامه، ولما سارا إلى يثرب، خرج عامر بن فهيرة معهم، حيث أردفه أبو بكر خلفه، وقد نزل عامر بن فهيرة حين هاجر إلى يثرب على سعد بن خيثمة، وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين الحارث بن أوس بن معاذ، وهكذا فقد شهد الصحابى الجليل عامر بن فهيرة مع النبي صلى الله عليه وسلم، غزوتي بدر وأحد، وفي شهر صفر من السنة الرابعة للهجرة النبوية الشريفة، قد شارك عامر بن فهيرة في السرية التي عقد رايتها النبي صلى الله عليه وسلم، للمنذر بن عمرو لدعوة أهل نجد إلى الإسلام، فاعترضتهم بطون من قبيلة سُليم عند بئر معونة، وقاتلوهم وقتل عامر يومها وعمره أربعون سنة، وقتله يومها جبار بن سلمى ” وعن عروة بن الزبير رضى الله عنه، قال ” طلب عامر بن فهيرة، يومئذ في القتلى فلم يوجد، فيرون أن الملائكة دفنته” وكان عامر بن فهيرة، يكنى أبا عمرو، وكان عبدا أسود اللون يملكه الطفيل بن عبد الله بن سخبرة، فكان الصحابي الجليل عامر بن فهيرة رضي الله عنه، رفيع الشأن، عالي المقام، عظيم المنزلة، الحافظ الأمين، دفين السماء، فكان أمينا وحافظا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حين الهجرة، وكان رضي الله عنه ثالثا للنبي صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر الصديق في الهجرة ، فجزاه الله تعالى بخاتمة الشهادة ، وحين طعنه قاتله خرج النور من جرحه ، فلما مات رفعته الملائكة إلى السماء والناس ينظرون إليه ، حتى غاب في السماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى