مقال

الدكروري يكتب عن براثن الفكر المنحرف

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن براثن الفكر المنحرف
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الأخلاق الإسلامية الحميدة الفاضلة هي أساس مهم من أسس البقاء والاستمرار في المجتمع الإنساني المستقر، فقد هلكت الأمم السالفة بسبب تجاهلها مسؤولياتها وتجاهلها مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويضرب الله الأمثال على ذلك بوضوح فيقول تعالي في سورة النحل “وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون” وفي قوله تعالى في سورة الكهف “وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا” وإن علو الهمة هو خلق رفيع ومن الأسس الأخلاقية الفاضلة، ومن مزاياه الوصول الى المراتب العليا في العبادة والزهد والبعد عن سفاسف الأمور ويكون صاحبها قدوة لغيره.

وإن غالب ما يوقع الشباب والفتيات في الشر والباطل والوقوع في براثن الفكر المنحرف هو عدم التثبت ممن يتعامل معهم أو مما يُعرض عليه من تلك المواقع والمنتديات فيكون فريسة سهلة لهم، ومن ذلك أيضا هو أن يكون التعامل مع الإنترنت في مكان عام، بحيث يكون هناك وقاية للشباب والفتيات من استماع أو رؤية ما لا يحل، فالغالب على الشباب والفتيات حب الاستطلاع، ورؤية مالا ينبغي، فإذا حرص ولي الأمر على وضع هذا الجهاز في مكان عام يراه الداخل والخارج ساعد ذلك في عدم الوقوع، فيما لا يرضي الله تعالى، وإن في هذا العصر الذي تكالبت فيه قوى الظلم والبغي والعدوان للنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنجد الدعوات الصارخة من الحاقدين الحاسدين على الإسلام.

والجاهلين بأخلاقياته وآدابه، لمساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات دون تفضيل، بل وتمييز المرأة أحيانا بأمور كثيرة عن الرجل، وذلك بدعوى أنهم في القرن الحادي والعشرين، يريدون أن يتقدموا بمثل هذه الأساليب البعيدة عن الإسلام وقيمه ومبادئه وتعاليمه، وكذبوا ظنا منهم بأن النبى صلى الله عليه وسلم كان منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، فالحضارة الآن في نظرهم هي التقدم والرقي ومحاكاة الغرب في جميع أفعالهم وأحوالهم، يريدون بالمرأة أن تخرج من خدرها، كي تلتهمها الذئاب البشرية، وهم أول من يريدون التهامها، والهتك بعرضها، ولكن هيهات هيهات، وأين الثرى من الثريا، فقد جاء الإسلام الحنيف محافظا على المرأة، آمرا إياها أن تلتزم بيتها، وإن خرجت تخرج في إطار ما سمح لها به الشرع.

وكما جاء الإسلام كذلك ناصرا للمرأة في كل أحوالها وأعمارها، فقد كرمها الإسلام والدة، وكرمها زوجه، وكرمها طفلة، غير أن الذي يلفت النظر بصورة أكبر في رحمة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالنساء هو جانب التطبيق العملي في حياته صلى الله عليه وسلم، فلم تكن هذه الكلمات الرائعة مجرد تسكين لعاطفة النساء، أو تجمل لا حقيقة له، بل كانت هذه الكلمات تمارس كل يوم وكل لحظة في بيته صلى الله عليه وسلم، وفي بيوت أصحابه رضوان الله عليهم، ولقد شاء الله سبحانه وتعالى ولا راد لحكمه ومشيئته، أن تكون المرأة فتنة للرجل بحكم خلقتها وتكوينها وطبيعتها وما خصها الله تعالى به من خصائص، كالإغراء والأنوثة والجمال، وما بثه في قلوب الرجال من الميل الفطري إليها والرغبة فيها.

وجعلها سكنا ورحمة له، وموطن قضاء شهوته وإرواء غريزته الفطرية، وإثبات رجولته وبقاء نسله، مما تنجبه له من ذرية صالحة إن أحسن اختيارها، فهي أي المرأة قد تكون سلاحا للهدم ونشر الإباحية والفجور، كما أنها قد تكون سلاحا للبناء والسمو بالأخلاق والفضائل، وإن المسلمة المؤمنة بالله حقا هى التي تعرف ما لها وما عليها هي التي تسعى لمرضاة الله بكل السبل، مضحية بشهواتها الدنيوية وميلها للتزين والتجمل إلا لمن أحله الله تعالى لها من الرجال، في سبيل الوصول للسمو الروحي الذي يجعلها تخرج بعبادتها لله عز وجل إلى آفاق عالية ورحاب واسعة، من اليقين به والتوكل عليه، والرضا بقضائه وحكمه، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى