مقال

مشروعية صلاة الخسوف ” جزء 2″

مشروعية صلاة الخسوف ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع مشروعية صلاة الخسوف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى بهم ركعتين، في كل ركعة ركوعان، ويقرأ قراءة طويلة ، ثم يركع ركوعا طويلا، ثم يقوم فيقرأ قراءة طويلة دون القراءة الأولى، ثم يركع ركوعا دون الركوع الأول، ثم يسجد سجدتين طويلتين، وثبت عنه أنه جهر بالقراءة فيها، وقراءة الفاتحة وما يليها بعد الركوع الأول سنة لا تبطل الصلاة بتركه، فلو نسي القراءة بعد الركوع الأول من الركعة، فالصلاة صحيحة، ولا تدرك الركعة بالركوع الثاني، وإنما تدرك بالأول، فمن فاته الركوع الأول من الركعة في صلاة الخسوف فقد فاتته الركعة ، وعليه قضاؤها، وإذا انتهت صلاة الخسوف قبل انجلائه انشغلوا بالذكر والدعاء والاستغفار حتى ينجلي، والرباط في المسجد من المغرب إلى العشاء.

 

حسن يحقق مصالح شرعية، وصلاة الخسوف مع الجماعة أفضل، وتجوز فرادى لاسيما من فاتته في المسجد، ولا بأس أن تصلي المرأة صلاة الكسوف في بيتها، وإن خرجت للمسجد بالشروط الشرعية كما فعلت نساء الصحابة فهو أفضل وفيه خير، ويُشرع عند الخسوف بالإضافة إلى الصلاة ذكر الله ودعاؤه والتوبة والاستغفار والتكبير والصدقة والعتق ووعظ الناس وتخويفهم بالله، وإيضا تخويف الله لعباده بالخسوف لما فيه من التذكير بيوم القيامة الذي يذهب فيه ضوء الشمس والقمر ويذكّرهم بقدرته على تغيير الأحوال كما غيّر القمرين، فعن أسماء رضى الله عنها قالت أطال النبي صلى الله عليه وسلم، القيام جدا فى صلاة الكسوف، حتى تجلاني الغشي فأخذت قربة من ماء إلى جنبي فجعلت أصب على رأسي أو وجهي من الماء.

 

والغشى، هو مرض يعرض من طول التعب والوقوف وهو ضرب من الإغماء إلا أنه أخف منه إذا كان خفيفا وإنما صبت السيده أسماء رضى الله عنها، الماء على رأسها مدافعة له، وهذا فى فتح البارى، وأما عن من لم يقدر على القيام في صلاة الخسوف فيكمل الصلاة جالسا، وإذا لم يستطع كما لو حصر ببول أو غائط فلينصرف وهذا كلام الشيخ ابن عثيمين، ويتطهر ويبتدئ الصلاة، وأيضا ينبغي للإمام أن يجعل طول صلاة الخسوف متناسبا مع مدة الخسوف إذا علمها، ومتناسبا كذلك مع تحمّل المأمومين، وفى النهايه نقول أن صلاة الخسوف، بينها النبي صلى الله عليه وسلم، بفعله عليه الصلاة والسلام، وهي سنة مؤكدة إذا كسفت الشمس أو خسف القمر، سواء ذهب النور كله أو بعض النور، فإن السنة أن يصلي المسلمون ركعتين.

 

في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان، هذا هو أصح ما ورد في ذلك، ويصلي المسلمون في أي وقت حتى ولو بعد العصر على الصحيح، متى وقع الكسوف ولو في وقت النهي فالسنة أن يصلى، وأن تصلى صلاة الكسوف، وهي ركعتان تشتملان على قراءتين وركوعين وسجدتين في كل ركعة، وقد أمر صلى الله عليه وسلم، بالصدقة والعتق عليه الصلاة والسلام، وأمر بالاستغفار والذكر، وهذه السنة حتى تنكشف الشمس والقمر، والسنة الخطبة بعد ذلك كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، إذا صلى الإمام يخطب الناس ويذكرهم، ويبين لهم أحكام صلاة الكسوف، ويحذرهم من المعاصي والشرور ويدعوهم إلى طاعة الله عز وجل ويرغبهم في الصدقة والعتق والإكثار من ذكر الله تعالى والاستغفار، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، في الخطبة بعد صلاة الكسوف.

 

أنه عرضت عليه الجنة والنار وهو في الصلاة، فتقدم لما رأى الجنة، ولما عرضت عليه الجنة تقدم وتقدمت الصفوف حتى حاول أن يأخذ منها عنقودا من العنب قال لو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ثم عرضت عليه النار عليه الصلاة والسلام فتأخر وتأخرت الصفوف، وقال رأيت فيها في النار عمرو بن لحي الخزاعي رئيس أهل مكة في الجاهلية يجر قصبه في النار يعني يجر أمعاءه في النار، لأنه أول من سيب السوائب وغير دين إبراهيم، يعني سيب السوائب للأصنام، يعني الإبل والبقر والغنم للأصنام لا تركب ولا تحلب، وأول من غير دين إبراهيم في عبادة الأصنام ودعائها من دون الله، فلهذا صار عذابه شديدا، ورآه النبي صلى الله عليه وسلم، يجر أمعاءه في النار، قال صلى الله عليه وسلم ” ورأيت فيها امرأة تعذب بهرة حبستها، لا هي أطعمتها وسقتها حين حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فعذبت بها ” وقال صلى الله عليه وسلم ” ورأيت فيها سارق الحجيج بمشعابه ” وكان في الجاهلية بعض الناس يسرق الحجاج، معه عصا منحنية الرأس مثل المشعاب كان يمر حول الحجيج حول أمتعتهم يجر منها بمشعابه ما أمكنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى