مقال

السنة النبوية الشريفة ” جزء 7″

السنة النبوية الشريفة ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء السابع مع السنة النبوية الشريفة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه إن الله تعالى يقول “وما يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه” رواه البخاري، فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف حق ربه عز وجل عليه وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر على الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه صلي الله عليه وسلم ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو ويثني على الله تبارك وتعالى ويخشع لله عز وجل حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل، فعن عبدالله بن الشخير رضي الله عنه قال.

 

“أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء” رواه أبو داود، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال صلي الله عليه وسلم “أفلا أكون عبدا شكورا” رواه البخاري، وكانت مع الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم معجزة انشقاق القمر، فإن القمر في السماء يشهد أن محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم فيخرج على أهل الوثنية, ويخرج على الشرك وهم في الحرم, يشربون الخمر ويكفرون بالرب تبارك وتعالى, فيقول صلي الله عليه وسلم لهم ” قولوا لا إله إلا الله” حتى يقول لأبي جهل أريد كلمة، قال أبو جهل قل وأعطيك عشر كلمات.

 

وفي رواية مائة كلمة, قال “قولوا لا إله إلا الله” قال أبو جهل أما هذه فلا، لأن لا إله إلا الله تغير العالم وتغير القلوب والمجتمعات والشعوب, لأن لا إله إلا الله حياة جديدة, وفكر جديد, ومبدأ جديد, ومنهج جديد, وهذا خطأ هذا لا يمكن, فيخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم فيقول لهم ” قولوا لا إله إلا الله” فقال أبو جهل ويقسم باللات والعزى لا أؤمن لك حتى تشق لي هذا القمر” وكانت ليلة أربعة عشر والقمر صافي في سماء مكة, في الليل بعد العشاء فيقول صلي الله عليه وسلم “أفإن شققته لك تؤمن؟ قال نعم” فدعا رسول الله صلي الله عليه وسلم وسأل الله أن يشق له القمر, وما هي إلا لحظة فإذا القمر فلقتان, نصفان, نصف يذهب تجاه عرفة, ونصف يتدحرج إلى جبل أبي قبيس, فقال صلي الله عليه وسلم “انظروا اشهدوا” فقاموا ينفضون ثيابهم.

 

ويقولون سحرنا محمد سحرنا محمد، ومن تخلقه صلى الله عليه وسلم بأخلاق القرآن وآدابه تنفيذا لأمر ربه عز وجل أنه كان يحب ذكر الله ويأمر به ويحث عليه، فقال صلى الله عليه وسلم “لأن أقول سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس” رواه مسلم، وقيل أن أعرابي دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فيمسكه بتلابيبه، ويهزه ويقول “أعطني من مال الله الذي أعطاك، لا من مال أبيك ولا من مال أمك، فيقوم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون أن يؤدبوا من يعتدي على شخص محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول على رِسلكم، المال مال الله” أو كما قال صلى الله عليه وسلم، ثم يأخذ هذا الأعرابي ويداعبه، ويلاطفه، ويذهب به إلى بيته صلى الله عليه وسلم.

 

فيقول “خذ ما شئت ودع ما شئت” لكن ماذا يأخذ من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيت لا توقد فيه النار شهرين ولا ثلاثة أشهر، بيت لم يشبع أهله من خبز الشعير، ولم يشبعوا من دقل التمر ورديء التمر، بيت يأتي السائل يسأل فلا يوجد يوما من الأيام فيه سوى عنبة، وفي يوم من الأيام لا يوجد في بيته صلى الله عليه وسلم سوى تمرة واحدة، لكنه خير بيت وجد على وجه الأرض، فما ملك الأعرابي إلا أن قال “أحسنت وجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا” وقيل أن أصحابي قد وجدوا عليك أو كما قال صلى الله عليه وسلم فاخرج إليهم، وقل لهم ما قلت لي الآن، فخرج، وجاء إليهم، فقال صلى الله عليه وسلم هل أحسنت إليك يا أعرابي؟ قال نعم وجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشد أنك لرسول الله”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى