مقال

نفحات إيمانية ومع أسعد بن زرارة الأنصارى ” جزء 1″

نفحات إيمانية ومع أسعد بن زرارة الأنصارى ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ومازال الحديث موصولا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين إلتفوا حول نبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد وصف الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بلين الجانب لأصحابه فقال فى كتابة الكريم فى صورة أل عمران ” فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر ” فكانت الألفة بينه وبين أصحابه من أقوى ما تكون، وهو ما جعل كثيرا من المشركين يتعجَبون لهذه الرابطة القويَة التي جمعته بأصحابه الكرام، حتى لقد وصف ذلك أبو سفيان بن حرب قبل إسلامه فقال “ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحُب أصحاب محمد محمدا”

 

وفي معاملته صلى الله عليه وسلم لأصحابه من حسن الخلق ما لا يخفى، ولذلك صور عديدة منها، هو تلطفه صلى الله عليه وسلم وتباسطه مع أصحابه وممازحتهم، فقد كان أحد الصحابة رجلا دميما وكان صلى الله عليه وسلم يحبه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوما، وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال الرجل أرسلني من هذا؟ فالتفت فعرف النبى صلى الله عليه وسلم، وجعل النبى صلى الله عليه وسلم، يقول ” من يشترى العبد ” فقال يا رسول الله، إذا والله تجدني كاسدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” لكن عند الله لست بكاسد” أو قال ” لكن عند الله أنت غال” وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح معهم، ولا يقول إلا حقا.

 

فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” إنى لا أقول إلا حقا” وقال بعض أصحابه ” فإنك تداعبنا يا رسول الله” فقال صلى الله عليه وسلم ” إنى لا أقول إلا حقا” رواه أحمد، وكان الصحابة رضي الله عنهم يمازحونه لعلمهم بتواضعه وكريم أخلاقه معهم، فقال عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه ” أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى غزوة تبوك، وهو فى قبة من أدم أى فى خيمة من جلد، فسلمت عليه فرد ، وقال ” ادخل ” فقلت، أكلى، وقال ذلك من صغر القبة، يا رسول الله، قال ” كلك ” فدخلت ” رواه أبو داود، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم صهيب الرومى، وهو يأكل تمرا وبعينه رمد.

 

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ممازحا ” أتأكل التمر وبك رمد ” فقال صهيب ” إنما آكل التمر على شقى الصحيح ليس به رمد ” فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه الحاكم، فهكذا كان لمعاملة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أثر كبير في حب الصحابة الشديد له صلى الله عليه وسلم، وهذا ما وضح ما تقول من سيرته صلى الله عليه وسلم، ولكن كيف يمكن أن تمزح من غير أن تخطئ أو تقول شيئا غير الحق؟ ولما أراد الله سبحانه وتعالى إظهار دينه وإعزاز نبيه، وإنجاز وعده له خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في موسم الحج، فعرض نفسه على قبائل العرب، كما كان يصنع في كل موسم، فبينما هو عند العقبة ساق الله نفرا من الخزرج أراد الله بهم خيرا.

 

فكانوا طلائع هذا النور الذي أبى الله إلا أن يكون من المدينة، فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر، ودعاهم إلى الله تهامسوا وقال بعضهم لبعض ” تعلمون والله إنه النبي الذي توعدكم به يهود، فلا يسبقنكم إليه” رواه أبو نعيم في الدلائل، وقد قبلوا منه صلى الله عليه وسلم، ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا له إنا تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، وعسى أن يجمعهم الله بك، وسنقدم عليهم، وندعوهم إلى الإسلام ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك، ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم بعد أن آمنوا وأسلموا، وكانوا ستة نفر فيما ذكر الإمام ابن إسحاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى