مقال

فوائد ذكر المولي سبحانه

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فوائد ذكر المولي سبحانه
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي جعل لنا الصوم حصنا لأهل الإيمان والجنة، وأحمد سبحانه وتعالى وأشكره، بأن من على عباده بموسم الخيرات فأعظم المنة ورد عنهم كيد الشيطان وخيب ظنه، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، شهادة تؤدي لرضوانه والجنة، إن من فوائد ذكر المولي سبحانه وتعالي أنه يحط الخطايا ويذهبها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتي أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك، ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه، ولو كانت مثل زبد البحر” رواه مسلم.

ومنها أن الذكر يزيل الهم والغم عن القلب ويجلب له الطمأنينة، وإن الموت ساعة لا بد منها طال العمر أو قصر وإنه لو كان الموت هو نهايتنا ولو أننا من بعده تركنا لكان الموت أهون علينا، بل إن هناك أمور وأهوال وشدائد من بعد الموت هناك بعث ونشور وحشر وجزاء وحساب في محكمة قاضيها هو الله وجنوده الزبانية وساحتها القيامة، وأن هناك صراط وجنة ونار، فاستعد أخي لهذه الأهوال، فإذا كان هذا الأمر قد أصاب الأنبياء والمرسلين والأولياء المتقين فمالنا عن ذكره مشغولين وعن الاستعداد له متخلفين، فلمثل هذا اليوم أخي فلتعد الزاد، ولمثل هذا اليوم فلتهجر العناد والفساد، ولمثل هذا اليوم فلتتقي رب العباد، فيا عبد الله ألا دموع تذرفها، ألا زفرات تنفثها، ألا توجعات من بين الضلوع تخرجها، حقا يا عباد الله قست القلوب وران عليها غطاء الذنوب نودع الأموات.

وها نحن قبل الممات أموات، فإن الدنيا دار ليست للبقاء وإن تراخى العمر وامتد المدى وأيامها مراحل، وساعاتها قلائل، والمرء لا شك عنها راحل وشبابها هرم، وراحتها سقم، ولذاتها ندم والدنيا قنطرة لمن عبر وعبرة لمن استبصر واعتبر، فاستبقوا الخيرات، وبادروا قبل أن تتمنوا المهلةَ وهيهات هيهات، ولا تغتروا بحياة تقود إلى الممات، لا يرى في حشودها إلا الشتات، ولا يسمع في ربوعها إلا فلان مرض وفلان مات، فالدنيا قد آذنت بالفراق، فراق ليس يشبهه فراق، قد انقطع الرجاء عن التلاق فطوبى لمن فرّ من مواطن الريب ومواقع المقت والغضب، مستمسكا بدينه، عاقدا عليه بكلتا يديه، قد اتخذه من الشرور ملاذا ومن الفتن معاذ، ويا خسارة من اقتحم حمى المعاصي والآثام، وأرتع في الموبقات العظام، وأحكم عقد الإصرار على الذنوب والأوزار.

وقد هلك المصر الذي لا يُقلع، وندم المستمر الذي لا يرجع، وخاب المسترسل الذي لا ينزع، فاعلموا أن الموت مهلك العباد، وموحش البلاد، وميتم الأولاد، ومُذل الجبابرة الشداد، لا يعرف الصغير ولا يميز بين الوضيع والوزير، سيوفه على العباد مصلته، ورماحه على صدورهم مشرعة، وسهامه لا تطيش عن الأفئدة، فكم شيّعنا من الأقران، كم دفنا من الإخوان، كم أضجعنا من الجيران، كم فقدنا من الخلان، فيا مَن يقصد بالموت ويُنحى، يا من أسمعته المواعظ إرشادا ونصحا، هلا انتهيت وارعويت، وندمت وبكيت، وفتحت للخير عينيك، وقمت للهدى مشيا على قدميك، لتحصل على غاية المراد، وتسعد كل الإسعاد، فإن عصيت وأبيت وأعرضت وتوليت حتى فاجأك الأجل وقيل “ميت” فستعلم يوم الحساب من عصيت، وستبكي دما على قبح ما جنيت، فيقول تعالى ” يومئذ يتذكر الإنسان وأني له الذكري يقول يا ليتني قدمت لحياتي”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى