مقال

ذو القرنين و البناء العظيم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ذو القرنين و البناء العظيم
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله العلي الأعلى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ووفق العباد للهدى، فمنهم من ضلّ ومنهم من اهتدى، نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وإحسانه، فالخير منه والشر ليس إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ما أحد أصبر علي أذي سمعه منه يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم، آمنا به، وعليه توكلنا، وإليه أنبنا وإليه المصير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أوذي فصبر، وظفر فشكر، أقام الحجة، وأوضح المحجة، وأرسى دعائم الملة، فمن تبع سنته رشد، ومن حاد عنها زاغ وهلك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يشنؤهم إلا منافق، أئمة هدى وفضل، ودعاة خير ورشد، ترضى عنهم ربهم سبحانه في قرآن يتلى إلى آخر الزمان، على رغم أنوف أهل البدعة والنفاق.

وارض اللهم على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد لقد شرع ذو القرنين في البناء العظيم وهو بناء سد يأجوج ومأجوج بعدما خطط له تخطيطا رائعا، وهندسه هندسة بارعة، فبدأ في بناء السد، فكان بناء قويّا، وسدّا منيعا، ساوى به بين هذين الصدفين أو الجبلين، وبذلك يكون قد سدّ على يأجوج ومأجوج هذه الثغرة التي ينفذون منها إلى هذه الأمة المسكينة المغلوب على أمرها، فلم يستطع قوم يأجوج ومأجوج أن يتسلقوا هذا السد، أو ينقبوه، فقال تعالي كما جاء في سورة الكهف ” فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا، قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا” ولقد أخبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “إن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قالوا ارجعوا فستحفرونه غدا.

فيرجعون فيعيد الله السد أشد مما كان، حتى إذا أراد الله أن يبعثهم خرجوا يحفرون السد، فقال الذي عليهم إذا ما رأوا شعاع الشمس ارجعوا وستحفروه غدا إن شاء الله تعالى، فيعودون فيرون السد كهيئته التي تركوه عليها، فيحفرونه ويخرجون” رواه ابن ماجه، فهم يحاولون كل يوم اختراق السد، فيعملون فيه طول يومهم، ولكنه يعود في اليوم الثاني كما كان، حتى يقول قائلهم غدا إن شاء الله، فإذا قال إن شاء الله، يأتون في اليوم الثاني للعمل في حفره كعادتهم، فيجدون السد لم يرجع كما كان، فيحفرونه ويخرجون، ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من حديث أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها “إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا وهو يقول لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه”

وحلق بأصبعه السبابة والإبهام، فقالت زينب بنت جحش يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “نعم إذا كَثر الخبث” رواه البخاري، فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الآمنين يوم الدين، وأن تغفر لنا ذنوبنا أجمعين، تجاوز عنا بحلمك يا حليم، وكفر عنا سيئاتنا يا غفور يا رحيم، اللهم أقل عثرتنا واغفر زلتنا، وامح سيئاتنا، اللهم زد حسناتنا، وضاعفها لنا يا كريم، اللهم إنا نسألك الأمن يوم الفزع، والستر يوم الفضيحة، استرنا بسترك الجميل، واصفح عنا الصفح الجزيل، اللهم إنا نسألك أن تغفر لأموات المسلمين، يا رب العالمين، وأن تنصر المجاهدين، وتعلي كلمة الدين، وتقمع المشركين والمبتدعين، اللهم إنا نسألك أن تجعل فرجنا وفرج المسلمين قريبا يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى