مقال

زمن خروج يأجوج ومأجوج

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن زمن خروج يأجوج ومأجوج
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي امتن على عباده بالأسماع والأبصار وكرم الإنسان ورفع له المقدار، واصطفى من عباده المتقين الأبرار، فوفقهم للطاعات وصرفهم عن المنكرات وأعدّ لهم عقبى الدار، أحمده سبحانه فهو الذي خلق المنطق واللسان، وأمر بالتعبد وذكر الرحمن ونهى عن الغيبة ومنكر البيان، فسبحانه من إله عظيم يحصي ويرقب ويرضى ويغضب، وينصب الميزان، يوم تنطق الجوارح وتبين الفضائح، فإذا هم قد أحصيت أعمالهم، وهتكت أستارهم وفشت أسرارهم ونطقت أيديهم وأرجلهم، فأشهد أن لا إله إلا هو الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين أما بعد.

إن يأجوج ومأجوج يخرجون في زمن نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام، فيلجأ نبي الله عيسى والمؤمنون معه إلى جبل الطور في سيناء، ويخرج يأجوج ومأجوج فلا يجدون أحدا من أهل الأرض يعترض سبيلهم، فيفتنون فتنة عمياء، فيقولون قولتهم الخبيثة “قهرنا أهل الأرض، فلنقهر أو فلنعل أهل السماء” فيصوبون رماحهم إلى السماء فتزداد فتنتهم حينما يرد الله إليهم الرماح وقد خضبت بالدماء، فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء، فيتضرع نبي الله عيسى عليه السلام إلى الله سبحانه وتعالى أن يخلص الأرض من شرورهم، فيرسل الله عليهم دودا يسمى النغف، وهي دودة صغيرة حقيرة تخرج في أنف البعير، فيرسل الله عليهم هذا الدود فيهلكون ويقتلون، فتمتلئ الأرض بزهمهم ونتنهم.

فيضرع عيسى إلى الله أن يطهر الأرض من نتنهم ورجسهم، فيرسل الله على الأرض طيرا كأعناق البخت، فتحمل هذه الجثث العفنة إلى حيث شاء الله وقدر، ثم يرسل الله مطرا على الأرض فيصهر الأرض، فتصبح الأرض بعد ذلك كالزلقة أو كالمرآة، وينزل الله البركة، وتعيش البشرية في هذه الفترة فترة لم تنعم بها من قبل، حتى تمنى نبينا صلي الله عليه وسلم العيش في هذه الأيام فقَال “طوبى لعيش بعد المسيح” وهكذا تحل البركة بعد موتهم، ويطيب العيش من بعدهم، فيعم الرخاء، وتطرح البركة، ويعيش الناس في عيش رغيد، ويقال للأرض أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس،

واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” إن الله تعالى ينادي يوم القيامة بآدم فيقول يا آدم فيقول لبيك ربي وسعديك، فيقول ابعث بعث النار، فيقول آدم وما بعث النار؟ فيقول الله من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار، وواحد إلى الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم فحينها يشيب الولدان، وحينها، كما قال تعالي ” تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وتري الناس سكاري وما هم بسكاري ولكن عذاب الله شديد” ثم قال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” إن فيكم أمتين ما كانتا في شيء إلا كثرتاه، يأجوج ومأجوج، قالوا وأينا ذاك الواحد؟ قال صلى الله عليه وسلم أبشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا” رواه البخارى ومسلم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى