مقال

أبناء الأمة والشبكة العنكبوتية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أبناء الأمة والشبكة العنكبوتية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 17 مايو 2024

الحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب، وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء، أحمده سبحانه وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا ثم اما بعد إن الشبكة العنكبوتية عادت على الكثير من أبناء الأمة بالشر العظيم، وذلك جراء سوء استعمالها، ولا بد من الاعتراف أن الإنترنت أصبح واقعا مفروضا، وعلى الرغم مما فيها من خير فإنها تحمل من المخاطر الشيء الكثير، ولا شك أن تجاوز هذه المخاطر يكون بالقيام في غرس عقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر، مع زرع خوف الله ومراقبته في نفوس الشباب.

وتربيتهم على الرغبة فيما عند الله من الأجر والثواب والعمل على ربط شباب الأمة بعلمائها وأصحاب الشأن فيها وتنمية حب العلم والعمل في نفوسهم، والحرص على إبراز شخصية الشاب المسلم بصورة المسلم الحقيقي، الراغب في إعمار الكون، فاعلموا أيها المؤمنون أنه لا بد من تضافر الجهود للحيلولة دون هذا الخطر الداهم، فبعض الأسر تركت الحبل على الغارب للشباب والفتيات يجلسون أمام الشاشة الساعات الطويلة دون رقيب أو حسيب، وإن الحقد هو طاقة في النفس البشرية ينبغي أن توجه، مثل الكرب، ومثل البغض، وما في نفس بشرية ما تبغض ولا تكره، فإن الحب والبغض خطان متقابلان في النفس البشرية، فالحقد طاقة ينبغي أن توجه في وجهتها الصحيحة، ولكن نحن نحقد على من؟ فيجب علينا أن نحقد على الكفرة المجرمين.

الذين يسومون المسلمين العذاب وما عندهم إيمان، ويجب أن نحقد على الكفرة الذين يحاربوننا في الدين، فإن صدور المؤمنين لا محل للحقد فيها لأن الأصل في صدورهم أنها سليمة مملؤة بالمحبة وإرادة الخير للآخرين، فلا مجال للغل فيها، وإن مرت الكراهية والبغضاء الموجدة فهي تمر مرور عابر سبيل، لا تجد مكانا ليستقر، وهكذا العوارض الغريبة تنطرد من الوسط الذي لا يتقبلها، فتأمل كيف أثنى الله على المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم بإحسان، قال الله عز وجل فى سورة الحشر ” للفقراء والمهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون” فهذا الفيء لمن؟ للفقراء المهاجرين الذين هذا ما أصابهم في سبيل الله وصبروا أولئك هم الصادقون.

فلا يجد الأنصار في صدورهم حقدا ولا حسدا على المهاجرين من الفضل الذي أوتيه المهاجرون، فإن المهاجرين أفضل، لكن الأنصار ما حسدوهم على هذه الأفضلية، والذين جاؤوا من بعدهم، وساروا على هديهم، الذين جاؤوا من بعدهم، التابعين بإحسان، فاللهم هيئ للأمة أمناء يحملون عبء نصرها، فتنصرهم ومسؤولية صلاحها فتعينهم، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين واحم حوزة الدين وانصر عبادك الموحدين، اللهم احفظ هذه الأرض من شر الأشرار، وكيد الفجار، اللهم من أرادها وبلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه واجعل كيده تدميرا له، اللهم رد كيده في نحره واجعله عبرة لمن يعتبر، اللهم إنك أنت القوي فأمدنا بقوتك وإنك أنت الحليم فأسبغ علينا حلمك وإنك أنت الرحيم فأنزل علينا سكينتك.

وإنك أنت الرزاق فامنن علينا بكريم رزقك وإنك أنت العفو فاسترنا بعظيم عفوك، اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان وأمدهم بمدد من عندك وجند من جندك واحفظ ديارهم وأموالهم وأهليهم ورد عنهم بقوتك وجبروتك، اللهم وفق أولياء أمورنا للعمل بما يرضيك واجعلهم هداة مهتدين، سلما لأوليائك، حربا على أعدائك ووحد على الحق كلمتهم ووفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولأحبابنا ولجميع المسلمين وصلوا وسلموا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى