مقال

الغفلة عن الأبناء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الغفلة عن الأبناء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 10 ديسمبر

الحمد لله كالذي نقول وخيرا مما نقول، وأحسن كل شيء خلقه فالكل بالعناية مشمول، وقدّر لكل موجود رزقه وكل على جناح النعمة محمول، وأعطى كل شيء خلقه وكل أمر إليه موكول، له في كل أمر حكمة وإن ذهلت عنها العقول، نحمده تبارك وتعالى حمدا هو بالثناء عليه موصول، ونعوذ بنور وجهه الكريم من السحت والغلول، ونرجوه العصمة من الحرام في كل مشروب ومأكول، وأشهد أن لا إله إلا الله الحي الذي لا يموت ولا يزول، المستوي على عرشه دون مماسّة أو حلول، شهد لنفسه بالوحدانية وشهد له الملائكة والعدول، لا يشغله شأن عن شأن وغيره عن شأنه مشغول، لا يُعجزه شيء وكل مراد له في الكون مفعول، لا يُسأل عما يفعل وكل من عداه مسؤول، لا يخفى عليه شيء فلا حائل دون علمه يحول، يرى ويسمع وستره على العصاة مسدول.

فتح أبواب توبته لكل أسير في الإثم مغلول، لا يرد سائلا ودعاء الصالحين لديه مقبول، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد لله ورسوله، دعوة الخليل وقرة عين إسماعيل وبشرى ابن البتول، أشرق على الوجود بنوره فإذا الكواكب والشموس أفول، أرسل والنفوس موات فحييت، وأينعت الزهور بعد ذبول، بعث بالحق والعقول ظلام فأفاق الناس بعد ذهول، قالت الأعراب والكهان بالظن فإذا هو بالوحي يقول، رسم الطريق إلى الهدى، ولولا هديه ما صح للعبد وصول، طوبى لمن فاز برؤيته أو نال في حضرته المثول، شُفي المريض بريقه وبلمسه نشط الكسول، هو الحنان، هو الأمان، وبالصلاة عليه كل الهموم تزول، أعطاه الإله شفاعة وبدونها ما كان للنجاة حصول، هو الوسيلة ترتجى إذ لولا رضاه لانعدم القبول، له المقام الأوحد وقد أصاب المقربين خمول “أنا لها” له مقالة.

ونفسي ثم نفسي كل الأنبياء تقول، قرب ونجوى، حب وزلفى، وبحمده لربه يتحقق المأمول، تراه تحت العرش ساجدا والخوف في نفوس الجمع يصول، سل يا محمد ما بدا لك، فمن قبل المسألة أجاب المسؤول، فاللهم صلي وسلم وبارك على الحبيب المصطفى وعلى فروع شجرته والأصول، وعلى الصحب والآل ومن تبع، وقنا في حبهم شر كل عزول، أما بعد فإن من أسباب ضياع وفساد الأبناء هو الغفلة عما يشاهده الأبناء في التلفاز وقنواته الفضائية على اختلافها أو الانترنت وما تحويه من مواقع أو ما يقرؤوه أو يسمعوه من الوسائل الإعلامية المختلفة، وكذلك من الأسباب أيضا هو العهد للخادمات والمربيات بتربية الأبناء وهذا أمر خطير خاصة إذا كانت المربية كافرة فذلك مدعاة لانحراف الأبناء وفساد عقائدهم وأخلاقهم.

وأيضا احتقار الأبناء وقلة تشجيعهم، ولذلك مظاهر عدة منها إسكاتهم إذا تحدثوا، والسخرية بهم وبحديثهم مما يجعل الابن عديم الثقة بنفسه، قليل الجرأة في الكلام والتعبير عن رأيه، والتشنيع بهم إذا أخطئوا أو لمزهم إذا أخفقوا في موقف أو تعثروا في مناسبة مما يولد لديهم الخجل والهزيمة، وازدرائهم إذا استقاموا فتجد من الوالدين من يحتقر أبنائهم إذا رأوا منهم تقى أو صلاحا واستقامة أو اتهام الأبناء بالتزمت والتشدد فى الدين والوسوسة مما يجعلهم يضلون وعلى أعقابهم ينكصون فيصبحون بعد ذلك عالة على والديهم، وأيضا تربيتهم على عدم تحمل المسؤولية، إما لإراحتهم أو لعدم الثقة بهم أو لعدم إدراك أهمية هذا الأمر، وكذلك قلة الاهتمام بتعليم أبنائهم سواء ما يتعلق بالتعاون مع مدارسهم ومتابعة مستوى أبنائهم التعليمي ومدى التزامهم، أو ما يتعلق باختيار مدارسهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى