مقال

نفحات إيمانية ومع مسيلمة بن ثمامة ” جزء 4″

نفحات إيمانية ومع مسيلمة بن ثمامة ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع مسيلمة بن ثمامة، وهذا هو الطريق الوحيد الذى نستطيع من خلاله أن ننعش أو ننشئ تيارا روحيا جديدا، أو انتفاضة روحية لنقاوم بهذه الانتفاضة الإغراء الشهوانى الذى يأتينا من كل مكان والذى تقريبا أصاب الجميع إلا يمكن أن تكون هناك استثناءات قليلة لكن معظم الناس أصابهم شيء من هذا التيار الجامح والقوى، إلا ما رحم الله، ومنذ أن ظهر الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم بدعوته الخالدة إلى الإسلام يحدثنا التاريخ عن أدعياء للنبوة حاولوا الطعن في الإسلام ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأغرب ما في الأمر هو تصديق هؤلاء لأنفسهم ومتابعة بعض الناس لهم، ومن أشهر هؤلاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

 

هو مسيلمة الكذاب الذى كتب إلى الرسول الكريم كتابا يدعى فيه أنه يشاركه في الرسالة التي نزلت عليه ويساومه في اقتسام الملك والسيادة في جزيرة العرب، فكتب له الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كتابا قال فيه ” من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، فسلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإن الأرض لله يورثها من عباده، والعاقبة للمتقين” وقد ادعى أن وحيا ينزل عليه في الظلام سماه رحمان، وفي قرآنه السخيف يقول الفيل ما الفيل، له ذنب وذيل، وخرطوم طويل، ومن ذلك يا ضفدع بنت ضفدعين، نقي ما تنقين، أعلاك في الماء وأسفلك في الطين، وكان أيضا من هؤلاء طليحة بن خويلد الأسدى الذي زعم بأن وحيا ينزل عليه سماه ذا النون.

 

لكنه بعد ذلك أسلم وحسن إسلامه ولحق بجيش المسلمين واستشهد بمعركة نهاوند، ومنهم سجاح التميمية التى تزوجت مسيلمة الكذاب الذى قتله القائد خالد بن الوليد فى عهد أبي بكر الصديق، أما سجاح فقد استسلمت وعادت إلى الإسلام، ومنهم كذاب آخر ظهر في اليمن ادعى النبوة اسمه الأسود العنسى وقد قتله الصحابة قبل موت النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولعل هذه الإدعاءات مصداقا لقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “لا تقوم الساعة حتى يبعث دجّالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله” ومن هؤلاء الكذابين المختار بن أبي عبيد الثقفي الذى تظاهر بالتشيع فالتف حوله جماعة كبيرة من الشيعة، وزعم أن جبريل عليه السلام ينزل عليه.

 

وقد دارت بينه وبين مصعب بن الزبير عدة معارك انتهت بقتل المختار، وفى العصر الحديث ظهر في الهند رجل يدعى ميرزا غلام أحمد القادياني وقد ادعى النبوة وكان يزعم أنه يتلقى الوحي من السماء، وكان يلقب نفسه بالمسيح والمهدى المنتظر وقد مات في الخمسينيات، من القرن الماضى بالطاعون، والأمثلة كثيرة على هؤلاء الأدعياء والكذابين، لكننا نقول بأن عقيدتنا الإسلامية راسخة وقوية ولن تنطلي علينا إدعاءات المرجفين والكذابين، فيجب على المسلم أن يعتقد أن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وأن رسالته خاتمة الرسالات، فلا نبى بعده صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى فى سوة الأحزاب ” ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما ”

 

ومسيلمة بن ثمامة رجل من بني حنيفة اسمه مسلمة ولكن المؤرخين المسلمين يذكرونه باسم مسيلمة استحقارا له كان قد تسمى بالرحمان فكان يقال له رحمان اليمامة، وكان يعمل كثيرا من أعمال الدجل، وادعى النبوة في عهد النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يدعى الكرامات، ويقول المسلمون ” فأظهر الله كذبه ولصق به لقب الكذاب، وأراد إظهار كرامات تشبه معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر ابن كثير فى البداية أنه بصق في بئر فغاض ماؤها، وفي أخرى فصار ماؤها أجاجا، وسقى بوضوئه نخلا فيبست، وأتى بولدان يبرك عليهم فمسح على رؤسهم فمنهم من قرع رأسه ومنهم من لثغ لسانه، ومن الابيات التي ادعا مسيلمة انها قرآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى