مقال

نفحات إيمانية ومع المُسَيّب بن نجبة والثأر للحسين ” جزء 6″

نفحات إيمانية ومع المُسَيّب بن نجبة والثأر للحسين ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع المُسَيّب بن نجبة والثأر للحسين، وكان رضى الله عنه كنيته أبو عبد الله، فقالوا ما ينمحي عنا هذا الذنب إلا ببذل أنفسنا في طلب ثأره، فخرجوا في جيش إلى جهة الشام، ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي الدمشقي، وهو ولد في خلافة الصحابي عثمان بن عفان في عام ستة وعشرون للهجرة، في قرية الماطرون، وكانت أمه هي السيدة ميسون بنت بحدل الكلبية، وقد طلقها معاوية فيما بعد، وقد عاش فترة من حياته في البادية بين أخواله، وقد تولى الخلافة بعد وفاة والده في سنة ستين من الهجرة، ولم يبق من معارضي فكرة توليته العرش، إلا أربعة عند توليه الحكم غير الصحابي الحسين بن علي والصحابي عبد الله بن الزبير.

 

في سنة واحد وستين للهجرة اتجه الصحابي الحسين إلى العراق بعد أن أرسل أهلها إليه بالقدوم وأن يصبح أميرهم، ولكنه ما إن وصل هناك حتى تخلوا عن الفكرة ودخل الحسين في حرب مع جيش عبيد الله بن زياد انتهت باستشهاده، ولكن معارضة الصحابي عبد الله بن الزبير في الحجاز وتهامة أخذت في النمو فثار أهل المدينة المنورة في سنة ثلاثة وستين للهجرة على يزيد وخلعوا بيعته وأظهر عبد الله بن الزبير شتم يزيد، قام يزيد بتجهيز جيش لمحاربة عبد الله بن الزبير، وأهل المدينة إن رفضوا العودة في طاعته، وقد انتهت بانهزام أهل المدينة واستمر حصار ومحاربة معارضي مكة المكرمة حتى وفاة يزيد بن معاوية في سنة أربعة وستين للهجرة.

 

وبعد وفاته ظلت شخصيته مدار جدل بين المؤرخين والعلماء والعامة حول إسلامه أو كفره، وحول لعنه أو المنع من لعنه، وحول نصبه العداء لآل البيت أو براءته من النصب، وحول شربه للخمر أو تبرئته، وكان سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة علي قيادة هذا الجيش، وكان ممن كاتب الحسين بن علي بن أبي طالب ليبايعه، فلما عجز عن نصره ندم، فقاد جيش التوابين الذي التقى جيش عبيد الله بن زياد في معركة عين الوردة وقتل يومها سليمان بن صرد، وكان الذي قتل سليمان يزيد بن الحصين بن نمير، رماه بسهم فمات وحمل رأسه إلى مروان بن الحكم، وقد جهز إليهم مروان بن الحكم جيشا عليه عبيد الله بن زياد، وعبيد الله بن زياد بن أبيه.

 

ويلقب بأبي حفص وهو والي العراق ليزيد بن معاوية، وقد ولي البصرة سنة خمسة وخمسين من الهجرة، وكما ولي خراسان، وقد قتله إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي معركة معركة الخازر، ومروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي القرشي رابع خلفاء الدولة الأموية في دمشق وهو مؤسس الدولة الأموية الثانية، رغم قصر فترة حكمه، لكن يمتاز مروان بن الحكم بأنه مؤسس السلالة التي حكمت العالم الإسلامي ومن ثم حكمت الأندلس، فلما اقتربوا من الشام خطب سليمان في أصحابه، فرغبهم في الآخرة وزهدهم في الدنيا، وحثهم على الجهاد، وقال، إن قتلت فالأمير عليكم المسيب بن نجبة، فإن قتل فعبد الله بن سعد بن نفيل، فإن قتل فعبد الله بن والى، فإن قتل فرفاعة بن شداد.

 

ورفاعة بن شداد بن عبد الله بن بشر بن بدا بن فتيان بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث البجلي الأنماري، و لقبه أبو عاصم الكوفي، وكان فقيها قارئا شاعرا، وهو من خيار أصحاب الخليفة الراشد علي بن أبي طالب، ومن الشجعان المقدمين، وهو من الرهط الذين تولوا تجهيز أبي ذر بعد وفاته بالرَّبذة، وقيل أنه شهد مع الإمام علي بن أبي طالب معركة صفين، وكان أميرا على بجيلة، فكان من الصحابة الاجلاء الذي نصر أمير المؤمنين على بن أبى طالب، وقد خرج لطلب ثأر الإمام الحسين رضى الله عنة من قاتليه هو التابعي المسيب بن نجبة، وكان من قدماء التابعين وكبارهم الذين أفناهم الحرب، وكان من وجوه أصحاب الإمام علي رضى الله عنة.

 

ومن قادة التوابين للطلب بثأر الإمام الحسين رضى الله عنة، وكان ممن خرج إلى نصرة الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنة في حرب الجمل، ولقد كانت النهاية عندما بعث المسيب بن نجبة في خمسمائة فارس، فأغاروا على جيش ابن ذي الكلاع، فقتلوا منهم وجرحوا، واستاقوا أنعاما، ثم قُتل المُسَيّب وانهزموا، وحُمل رأس المُسَيّب بن نجبة إلى مروان بن الحكم بعد الوقعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى