مقال

يارب عفوك ورضاك

 

بقلمي/السيد شحاتة

تعلم ياالله بأننا لم نكن عبادا صالحين فقد ظلمنا أنفسنا قبل أن نظام غيرنا بالإبتعاد عنك

لقد عاهدناك مرارا وتكرارا وعاهدنا أنفسنا علي ألا نعود للمعاصي والآثام وقد عدنا

حاولنا مرارا ألا نضعف أمام الحياة الفانية وألا تنال منا ولكنها انتصرت علينا فلم يكن بمقدورنا أن نقاوم زخرفها ونحن بعيدون كل البعد عنك

ولكن ياالله مازال فينا بعض الأمل فما زلنا نستشعر عظمتك في كل آية نقرأها أو نسمعها فتبكي قلوبنا قبل عيوننا ندما وحسرة

لنا فيك يا الله رجاء وأمل أن تعفو وتغفر وأن تشملنا رحمتك فنحن لم نظلم أحد ولم نرضاه لغيرنا لأننا لا نحبة لأنفسنا

لم نكسر روحا أنت خالقها ورضينا بغدر الأهل والأحباب ولكن ظننا فيك خيرا

فعلنا الكثير من المهلكات ليس إستخفافا بعظمتك بل لضعف أنفسنا فما عاد لنا في الدنيا حاجة ولا بعبادك فانصرنا علي أنفسنا

لم نكن نعلم يا الله أن تردد الناس على بيتك هي إحدى النِعـم وإن قلّ عدد الزائرين

لم نكن نعلم يا الله أن تردد الآذان بين الحين والحين هي إحدى علامات الرضا والمِنَح وفرصة لمن يرغب في العودة إليك

لم نكن نعلم أن الخسران الكبير والعقاب الأكبر هو الحرمان من سماع الله أكبر الله أكبر

لم نكن نعلم يا الله أن مرور الدقائق والثوان بلا ألم أو ابتلاءات أو قساوات وعثرات هي إحدى النِعَـم الكُبرى
وإحدى علامات الأمان

وأن النعيم الأكبر كان في مسيرة الأيام بإريحية دون التورّط في ذُعر أو فَزع على أقرب الناس لدينا

لم نكن نعلم يا الله أن مُمارسة ِالإنشغال نعمة ومُمارسة الحياة فضل كبير والإنخراط في نعمك فضل عظيم

شكراً يا الله على يقظة لم نكن نحسب لها حساباً
وعلى فُرصة أخرى للعودة إليك

وعلى إدراك شديد لزحام خيراتك حولنا والتي قد آلفناها عن غفلةٍ لا عن عمد
اللهم اغفر لنا جهلنا واسرافنا في أمرنا وجبروت اعتقادنا أن كل شئ يستمر وهو في حقيقة الأمر زائل

وتجاهلنا بحمق أنه يستمر ويزول ولكن بأمرك وحدك يا مالك المُلك
اللهم هذا ملكك والملك لك ونحن إليك راجعون

فأرجعنا إليك بلا ذنب يعيق أمر رحمتك بنا
اللهم لا تُعاقبنا في شهرك العظيم الذي أنزلت به كتابك الأعظم شهر رمضان المُعظّم

اللهم بلّغنا رمضان غير فاقدين أو مفودين أو مغضوب علينا
أهله علينا وانت راضٍ عنّا تمام الرضا
وقد غفرت لنا وعفوت عنا إنك أنت العفو الكريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى