مقال

الإستعداد لشهر رمضان ” الجزء الثالث “

الإستعداد لشهر رمضان ” الجزء الثالث “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع الإستعداد لشهر رمضان، وقد توقفنا مع تحقيق التكافل الإجتماعى فى هذا الشهر الكريم، حيث فيه يشعر المسلمين الأغنياء أثناء صومهم بالمسلمين الفقراء وحالة الجوع التى يعيشونها معظم الوقت، مع تحقيقهم لمبادئ التكافل الاجتماعي التي حددها الإسلام من صدقة وزكاة غيرها، وأيضا الحفاظ على صحة الجسم، حيث يساعد الامتناع عن الطعام والشراب خلال ساعات الصوم في تنقية الجسم من السموم الموجودة فيه، وإعطاء فرصة لأعضائه الداخلية للحصول على قدر من الراحة وتجديد نشاطها للتمكن من إتمام عملها على أكمل وجه، وهكذا يمتاز شهر رمضان بالكثير من الفضائل التي وردت في القرآن والسنة، ومن هذه الفضائل هو أنه أنزل الله فيه القرآن الكريم؛ إذ إن نزول القرآن فيه من أعظم الأحداث التي تبين فضل هذا الشهر فهو كلام الله الذي بيّن فيه أخبار الأمم السابقة، والأحكام التي تضمن السعادة للإنسان في الدنيا والآخرة، فقال تعالى فى سورة البقرة ” شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان”
ويتضمن ليلة القدر التي بيّن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم أنها خير من ألف شهر، ومن قامها لله مُحتسبا الأجر والثواب، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه، لقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” وقد سمّى الله ليلة القدر بهذا الاسم؛ لأن الله تعالى أنزل فيها القرآن الذي هو ذو قَدر، على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ذى القدر، في ليلة ذات قَدر، لأمة ذات قَدر، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنها تكون في العشر الأواخر من رمضان، في الليالى الوتر منها لقول النبى صلى الله عليه وسلم “هى فى شهر رمضان فالتمسوها فى العشر الأواخر، فإنها وتر، ليلة إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين” حيث يغفر الله به الذنوب، ويكفر به الخطايا، وهو سبب لدخول الجنة لحديث النبى صلى الله عليه وسلم الذي رواه جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
” أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئا أأدخل الجنة؟ قال نعم” وشهر رمضان تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين، وذلك كله من رحمة الله بالمؤمنين في هذا الشهر، لكثرة طاعتهم، وإقبالهم على الله بالأعمال الصالحة، لقول النبى صلى الله عليه وسلم ” إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين” ومعنى تصفيد الله للشياطين، هو ربطها وتقييدها بالأصفاد، لأنها مصدر للذنوب والمعاصى، وما يُرى من ارتكاب بعض الناس للذنوب في شهر رمضان فذلك أن الله سبحانه وتعالى يُصفد مردة الشياطين فقط، كما أن للمعاصي مصادر أخرى، كالنفس، والهوى، والمعاصي تقل في رمضان عن غيره من أيام السنة، وأيضا يعتق الله تعالى فيه الناس من النيران، فالله سبحانه وتعالى يتفضل على عباده الصائمين بأن يجعل منهم عُتقاء من النار.
فى كل يوم والعتق يكون بابعاد المعتق عن النار، وإدخاله إلى الجنة، ويهيئ الله الظروف المناسبة لعباده لأداء العبادة وذلك بحبس الشياطين، وكثرة العتق من النار في رمضان لقول النبى صلى الله عليه وسلم” وينادى مناد يا باغى الخير أقبل ويا باغ الشر أقصر وله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ” ويستجيب الله من عباده الدعاء فرمضان موطن إجابة للدعاء، وللصائم دعوة مستجابة لا ترد، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي جماع الخير كله فاجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقاية بفعل الأوامر وترك النواهى فقال تعالى كما جاء فى سورة النساء “يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا” ثم اعلموا أن الله سبحانه وتعالى قد أنعم علينا بمواسم الخيرات وأزمنة لمضاعفة أجور الطاعات، ومن هذه المواسم الفاضلة شهر رمضان المبارك فقد أظلكم شهر عظيم جعل الله فيه من جلائل الأعمال وفضائل العبادات وخصه عن غيره من الشهور.
الإستعداد لشهر رمضان
بكثير من الخصائص والفضل “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان” فالله أكبر ما أعظم هذا الشهر وما أعظم منة الله علينا به، يزين الله تعالى جنته ويقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك، وهو شهر تصفد فيه الشياطين وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وشهر فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله ومن قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، وإن لله فيه عتقاء من النار وذلك في كل ليلة من رمضان ويغفر للصائمين في آخر ليلة منه، وتستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا، وللصائم دعوة لا ترد، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، ومن صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ويعد شهر رمضان من أفضل شهور السنة عند الله عز وجل فهو شهر الصيام والقيام، وهو شهر عظيم للتزود فيه من الخير، وهو الشهر الذى أنزل الله فيه القرآن الكريم.
الإستعداد لشهر رمضان
وينقسم الناس في استقباله إلى صنفين، صنف يتبعون فيه سنة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام باستقباله بالدعاء، والفرح بقدومه، والاستعداد للعبادة فيه، والتقرب إلى الله تعالى، وصنف يتثاقلون منه ومن صيامه، ولا يفرحون بقدومه، ويعدون أيامه كأنه ضيف ثقيل عليهم، ويفرحون بانتهاء الصيام فرحا شديدا لزوال هذا الشهر، ولا يتبعون فيه سنة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، ويعد الصيام من أركان الإسلام الخمس فلا يكتمل إسلام العبد إلا به لقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” بنى الإسلام على خمس، شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وحج البيت وصوم رمضان” ولقد فضل الله تعالى شهر رمضان على باقي شهور السنة، ومن ذلك تفضيل العبادة فيه فيبشّر الله عباده الصائمين بالجنة عند إكثارهم من الأعمال الصالحة لأن الله يضاعف لهم الحسنات في رمضان، كما يعينهم الله بإضعاف كيد الشيطان، ومما يزيد فى الأجر ومغفرة الذنوب صيام رمضان إيمانا بوجوبه.
الإستعداد لشهر رمضان
واحتسابا للأجر والثواب من الله، وتحريا لسنة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، فيه، ومما يزيد في أجر الصيام أن الله سبحانه وتعالى استثناه من تحديد أجر له، بل جعل ثوابه مردودا إليه وذلك لأنه سر بين العبد وخالقه فالعبد يترك كل شيء لأجل الله ولهذا جعل الله ثوابه خاصا به، فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل، إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به، يدع شهوته وطعامه من أجلى ” وإن مضاعفة الحسنات في هذا الشهر يكون بالكم والكيف، فالله سبحانه وتعالى يضاعف الحسنة أكثر من مضاعفتها في الأيام الأخرى من غير أيام رمضان، وتصبح بعشرة أمثالها، ويضاعف عظمة أجرها، والعمرة فيه تعدل حجّة، أو حجّة مع النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، لقوله ” عمرة فى رمضان تقضى حجة أو حجة معى” فهذه خصائصه وفضائله وحري بنا أن نستغل أيامه ولياليه بل ساعاته ولحظاته، وهذا شهر وهذه هبات الله فيه بماذا نستغله ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى