مقال

نفحات إيمانية ومع النبى صاحب الأخلاق ” جزء 4″ 

نفحات إيمانية ومع النبى صاحب الأخلاق ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع النبى صاحب الأخلاق، وفي يوم من الأيام وهو صلى الله عليه وسلم جالس في غار حراء يتعبد، نزل عليه أمين الوحى جبريل عليه السلام، وقال له “اقرأ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارئ، قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال لي اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال ” اقرأ باسم ربك الذى خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذى علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم” فعاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته يرتجف خائفا، ودخل على السيدة خديجة رضي الله عنها وأخبرها بِما حصل وقال لها.

 

“لقد خشيت على نفسي، فقالت كلا والله ما يخزيك الله أبدا فأنك واصلا لرحمك، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق” فإن الله عز وجل اصطفى رسله للقيام بوظائف محددة باعتبارهم رسل و سفراء لله تعالى إلى عباده، فأمرهم بالبلاغ المبين، ودعوة الناس إلى دين الحق، البشير والنذير، وتقويم الفكر المنحرف والعقائد الزائفة، وتدبير شؤون الأمة عامة وسياسة أمرها، فعلينا اتباع أومراه واجتناب نواهيه، فالنبى صلى الله عليه وسلم هو أول من يُؤذن له بالسجود يوم القيامة، وأول نبى يقضى بين أمته يوم القيامة، وأولهم جوازا على الصراط بأمته، وأول من يدخل الجنة بأمته، وهو الشافع المشفع الذي يشفع في رفع درجات.

 

أقوام في الجنة لا تبلغها أعمالهم، ويشفع في أقوام قد أمر بهم إلى النار فيخرجهم منها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما نبي يومئذ من آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر” فهذا هو نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم علينا أن نقدم قوله على قول كل مخلوق، وأن نجعل حبه فوق حب النفس والمال والولد، وأن نكرس النفوس والأموال لنصرة شريعته، وأن نسعى لنشرها بين الناس كما كان يفعل السلف الصالح من قبلنا، إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شرح الله صدره ورفع ذكره.

 

ووضع وزره وأتم أمره، وأكمل دينه وأبر يمينه، ما ودعه ربه وما قلاه، بل وجده ضالا فهداه، وفقيرا فأغناه، ويتيما فآواه، وخيّره بين الخلد في الدنيا وبين أن يختار ما عند الله، فاختار لقاء الله، إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من وطئ الثرى، وأول من تفتح له الفردوس الأعلى، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم “أنا سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع وأول مُشفع” فصيح اللسان واضح البيان، موجز العبارة موضح الإشارة، آتاه الله جوامع الكلم، وأعطاه بدائع الحكم، يقول أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه “ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه” ويقول شاعر الإسلام حسان بن ثابت رضي الله عنه.

 

في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وأفضل منك لن ترى قط عيني، وأحسن منك لم تلد النساء، خُلقت مُبرّأ من كل عيب، كأنك قد خُلقت كما تشاء، إنه الحبيب المصطفى والرسول المجتبى الذي، بعثه الله جل علا ليخرج الأمة من الوثنية والظلام إلى التوحيد والإسلام، وينقذ الناس من التناحر والتفرق والآثام، إلى العدل والمحبة والوئام صلى الله عليه وسلم، ولقد كان العرب قبل بعثته صلى الله عليه وسلم يعيشون في جاهلية جهلاء، يعيثون في الأرض كالأنعام، يعبدون الأصنام ويستقسمون بالأزلام، يأكلون الميتات ويئدون البنات، ويسطو القوي منهم على الضعيف، ثم أذن الله لليل أن ينجلي، وللصبح أن ينبلج، وللظلمة أن تنقشع، وللنور أن يشعشع فأرسل الله رسوله الأمين الرؤوف الرحيم بالمؤمنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى