مقال

نفحات إيمانية ومع التربية الإسلامية فى الشريعة “جزء 2” 

نفحات إيمانية ومع التربية الإسلامية فى الشريعة “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع التربية الإسلامية فى الشريعة، حيث يجب غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة والقيم الحميدة والأخلاق الكريمة في نفوس الأبناء وخير مصدر لذلك هو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة السلف الصالح، وتجنيبهم الأخلاق الرذيلة وتقبيحها في نفوسهم، فيكره الوالدان لأبنائهم الكذب والخيانة والحسد والحقد والغيبة والنميمة وعقوق الوالدين وقطيعة الأرحام والأثرة ولكسل والتخاذل وغيرها من سفاسف الأخلاق والأفعال حتى ينشأوا مبغضين لها نافرين منها، تعليمهم الأمور المستحسنة وتدريبهم عليها مثل تشميت العاطس، وكتمان التثاؤب والأكل باليمين وآداب قضاء الحاجة وآداب السلام ورده وآداب استقبال الضيوف والتعاون.

 

والبحث عن المعرفة، فإذا تدرب الأبناء على هذه الآداب والأخلاق والأمور المستحسنة منذ الصغر، ألفوها وأصبحت سجية لهم في سني عمرهم القادمة، وأيضا الحرص على تحفيظهم كتاب الله، وتحصينهم بالأذكار الشرعية وتعليمهم إياها واصطحابهم إلى مجالس الذكر والمحاضرات الدينية التي تقام في المسجد وغيرها وربطهم في ذلك بالسلف الصالح حتى يقتدوا بهم ويسيروا على خطاهم، والحرص على تعليمهم بالقدوة فلا يسلك الوالدان أو أحدهما مسلكا يناقض ما يعلمهم ويحثهم عليه لأن ذلك يجعل جهودهم لا تحقق ثمارها ويفقد نصائحهم أثرها، وأيضا تنمية الجرأة الأدبية وزرع الثقة في نفوس الأبناء وتعويدهم على التعبير عن آرائهم.

 

حتى يعيش كل منهم كريما شجاعا في حدود الأدب واللياقة، فيا أيها الأب إن أولادك من ذكور وإناث بأمس الحاجة إلى دعوات منك إلى الله أن يهديهم صراطه المستقيم، فالجأ إلى فاطر الأرض والسموات، وادعه آناء الليل وأطراف النهار أن يصلح لك عقبك، وأن يعيذهم من مكائد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظهم بالإسلام، ويرزقهم الثبات والاستقامة عليه، فتلك قرة أعين المؤمنين، فالآباء يوم القيامة قد تعلو منزلتهم وإن ضعفت بأعمالهم، إكراما من الله للأبناء الصالحين، وقد يرفع الله منزلة الأبناء إكراما للآباء الصالحين إذا كان الإيمان جامعا للجميع، فأولادك بأمس الحاجة إلى دعائك، وبأمس الحاجة إلى رعايتك، لتربهم تربية صالحة.

 

يسعدون بها فى حياتهم وآخرتهم، وتسعد أنت أيضا بذلك، ومع دعاء الله، ومع الالتجاء إلى الله، ومع التضرع بين يدي الله، فاعلم أيها الأب الكريم، واعلمي أيتها الأم الطيبة، أن تربيةَ الأولاد وصلاحهم واستقامتهم، بعد إرادة الله، متوقف على حركات وسكنات الأبوين، على أقوالهم وأفعالهم، فالأبناء والبنات من الصغر يرقبون أخلاق الأبوين، ويرقبون كلامهم وتصرفاتهم كلها، يرقبون أحوال الأبوين، فالأبناء والبنات إن تربوا في أحضانِ أب يخاف الله، وأمّ تخشى الله، نشؤوا على ذلك الخلق الكريم، فالأبناء والبنات أمانة فى العنق سيسألك الله عنهم يوم القيامة، إن رعيتهم حق الرعاية أصبت، وإن خنت الأمانة وضيّعت فالله لا يحب الخائنين، فعوّد الأبناء والبنات على كل خير.

 

وعوّد الأولاد على المحافظة على المسجد، عوّدهم على إقام الصلاة والعناية بها، حُثهم على مكارم الأخلاق، وحثهم على البر والصلة، وحُثهم على إفشاء السلام وطيب الكلام، رغبهم في حسن المعاملة، حبب الصدق إلى نفوسهم، وكرّه الكذب إلى نفوسهم، حبب إليهم الأقوال الطيبة، وكرّه لهم الأقوال البذيئة، علمهم حسن التعامل مع الآخرين مع الأهل ومع الجيران والأرحام، حثهم على المكارم والفضائل لينشؤوا النشأة الصالحة الطيبة المباركة، فإن هؤلاء الأولاد متى أحسنت تربيتهم نِلت بهم السعادة في الدنيا والآخرة، واسمع نبيّك صلى الله عليه وسلم إذ يقول “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى