مقال

نفحات إيمانية ومع الإصلاح والتنمية البشرية ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع الإصلاح والتنمية البشرية ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإصلاح والتنمية البشرية، فكلما وقع اتصال بين الناس تناقلوا بينهم رسالة صامتة تقول فضلا اعترف بكياني، لا تمر بي غير آبه، فالإنسان مهما كان عبقريا وفذا وناجحا فإنه يظل متلهفا لمعرفة انطباع الناس عنه، وكثيرا ما يؤدى التشجيع إلى تفجير أفضل ما لدى الأمة من طاقات كامنة، وكان ذلك فعل النبى صلى الله عليه وسلم حيث وصف أصحابه بصفات تميزهم عن غيرهم، فإن اكتشاف الميزات التى يمتلكها الناس بحاجة إلى نوع من الفراسة والإبداع، وقبل ذلك الاهتمام، وتأهيل النفس للعمل ضمن فريق، فإن الواقع يشهد أننا نعيش في عالم يزداد فيه الاعتماد على المجموعات في إنجاز الأعمال، وذلك لتعقد المهمات في العمل الواحد.

 

وحتى يرتفع مستوى الأداء والإنتاجية فى العمل، فإن كثير من الناس يعيش حالة من النمو الزائد في الفردية، فتجده ينجح في أعمال كثيرة تتطلب عملا فرديا، فإذا ما عملوا في لجنة أو مجموعة فإنهم يسجلون نتائج سلبية وغير مشجعة، ومردود ذلك على نهضة الأمة في منتهى السوء، وحتى يتأهل الإنسان للعمل ضمن فريق فإنه بحاجة لأن يتدرب على عدة أمور منها هو حسن الاستماع والإصغاء لوجهة نظر الآخرين، وفهم كلا من طبيعة العمل ودوره في ذلك العمل، وفهم الخلفية النفسية والثقافية لأفراد المجموعة التي يتعاون معها، والحرص على استشارة أفراد المجموعة فى كل جزئية فى العمل المشترك تحتاج إلى قرار، والاعتراف بالخطأ ومحاولة التعلم منه.

 

وعدم الإقدام على أى تصرف يجعل زملاءه يسيئون فهمه، وعدم إفشاء أسرار العمل أو التحدث عن أشياء ليست من اختصاصه، والمبادرة لتصحيح أى خطأ يصدر من أى فرد من أفراد الفريق وفق آداب النصيحة، وتحمل ما يحدث من تجاوزات وإساءات من الأفراد واحتساب ذلك عند الله تعالى، وإذا تعذر عليه الاستمرار ضمن الفريق فعليه أن يفارقهم بإحسان وأن يستر الزلات، وهكذا فإن تطوير الذات وتنمية الشخصية هى هدف كل شخص يطمح إلى أن يكون الأفضل، ويتحقق تطوير الذات بتعزيز نقاط القوة والتركيز على الهدف والنظرة المستقبلية المتفائلة للأمور وتهذيب النفس، وتطوير الفكر والمهارات، وتعزيز الثقة بالنفس، والإيمان بأن الفشل هو محطة للوصول للهدف.

 

فإن عندما يرحل أحدهم، فذلك لأن أحدا آخر على وشك الوصول، فتفاءل دائما، وإعلم أن كلمة آسف وأعتذر لك ليست كلمة مذلة للنفس، بل هى كلمات تقال لكى يعرف الشخص الآخر، أنك لا تريد خسـارته، فكن السبب في أن يبتسم أحد كل يوم، فإذا تمالكت أعصابك في لحظة غضب واحدة، ستوفر على نفسك أياما من الحزن والندم، وما يعتقده الآخرون عنك ليس من شأنك، وما تعتقده عن نفسك هو شأنك مدى الحياة، وإن من السهل أن تكره ومن الصعب جدا أن تحب، فهذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور في الحياة، وكل الأشياء الجيدة من الصعب القيام بها وتحقيقها، وكل الأشياء السيئة من السهل جدا الاعتياد عليها، وإن المعرفة الحقيقية.

 

هي أن تعرف حدود جهلك من ارتكب خطأ ولا يحاول إصلاحه، فقد ارتكب خطأ آخر، ولا تستصغر أى معروف أسديته إلى إنسان، فقد يكون هذا المعروف الصغير قد احتل جزءا كبيرا في قلبه، وبدلا من انشغالك بتصحيح ظنون الناس بك أو إقناعهم بالإيمان بقدراتك، انشغل بعملك وبإنجاز ما سيغير ظنونهم تلقائيا، فإنه ليس خطأك أن تولد فقيرا، ولكنه خطؤك أن تموت فقيرا، فما أشقى الرجل الذي يملأ بطنه بالطعام طوال اليوم، دون أن يجهد عقله في شيء، فيصعد ماء البحر المالح إلى السماء بخارا، فيكون غماما ثم يعود إلى الأرض غيثا عذبا نقيا، فاصعد بأخلاقك عاليا وانظر كيف سيكون المردود، فعندما يغلق باب يفتح باب آخر، لكننا ننظر لفترة طويلة بندم إلى الباب المغلق ولا نرى الباب المفتوح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى