مقال

الدكرورى يكتب عن مشروعية البكاء على الميت ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن مشروعية البكاء على الميت ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع مشروعية البكاء على الميت، وأيضا عن عوف بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول في الصلاة على جنازة ” اللهم اغفر له، وارحمه، واعف عنه، وعافه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بماء وثلج وبَرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وقه فتنة القبر وعذاب النار ” رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال” اللهم اغفر لحيّنا وميّتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفَّه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده ”

 

وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الصلاة على جنازة، فقال” اللهم أنت ربها وأنت خلقتها، وأنت رزقتها وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرّها وعلانيتها، جئنا شفعاء له فاغفر له ذنبه ” رواه أحمد وأبو داود، وإن من الأمور الغيبية التي لا يجوز الخوض فيها بدون دليل صريح هو حال الميت في قبره والمسائل المتعلقة بذلك، وقد اختلف العلماء في مسألة أن الموتى يسمعون كلام الأحياء أم لا، فمنهم من قال بأنهم يسمعون كلام الأحياء، ومنهم من نفى ذلك، وقد استدل المثبتون بأدلة على ذلك.

 

ومنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عن الميت ” إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا ” رواه البخارى ومسلم، وهناك أيضا حديث خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتلى بدر من المشركين بعد أن تركهم ثلاثة أيام ثم جاء إليهم ونادى عليهم وقال صلى الله عليه وسلم ” يا أبا جهل بن هشام، يا أميّة بن خلف، فسمع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه ذلك فقال يا رسول الله، كيف يسمعوا وأنى يجيبوا، وقد جيفوا؟ فقال صلى الله عليه وسلم “والذي نفسي بيده، ما أنت بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا، ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر” رواه البخاري ومسلم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يأمر بالسلام على أهل القبور فيقول” قولوا السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ”

 

وأما الذين قالوا بسماع الموتى، فمنهم من قال بسماع الموتى مطلقا، ومنهم قيد ذلك بقوله ” فهذه النصوص وأمثالها تبيّن أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي، ولا يجب أن يكون السمع له دائما، بل قد يسمع في حال دون حال، وهذا السمع سمع إدراك، ليس يترتب عليه جزاء، ولا هو السمع المنفي بقوله” إنك لا تسمع الموتى ” فإن المراد بذلك هنا هو سمع القبول والامتثال، وهذا اختيار الإمام ابن تيمية ” ويقص رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أصحابه ما يحصل للعبد بعد وضعه في قبره، وانصراف الناس فيقول عليه الصلاة والسلام ” إذا قبر الميت أتاه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول المؤمن ربي الله فيقولان له ما دينك؟ فيقول ديني الإسلام.

 

 

 

فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولان له وما يدريك؟ فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت، فينادي منادى من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره، وأما الفاجر أو الكافر فإذا سأله الملكان من ربك؟ وما دينك؟ وما نبيك؟ قال هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، فيضربانه بمطرقة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنس والجن، ولو سمعوها لصعقوا، فينادي منادى أن كذب عبدي فأفرشوا له من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابا إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، فلا يزال معذبا إلى أن تقوم الساعة “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى