مقال

الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 8”

الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 8”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، وهانيء بن عروة بن نمران بن عمرو، وهو تابعي جليل من أصحاب علي بن أبي طالب، رضى الله عنه، وقد حارب معه في الجمل وصفين والنهروان، وهو من أعلام القرن الأول الهجري، وقد كان هانيء من وجهاء أنصار علي بن أبي طالب في مدينة الكوفة ومن المناصرين لمسلم بن عقيل وثورته، وقد ألقى عبيد الله بن زياد القبض عليه وأعدم في يوم عرفة التاسع من ذو الحجة سنة ستين للهجرة وأرسل رأسه إلى يزيد بن معاوية وكان عمره آنذاك بضعا وتسعين، ونعود إلى مسلم بن عقيل عندما نزل على هانئ بن عروه، وبلغ الخبر إلى عبيد الله بن زياد، وعبيد الله بن زياد بن أبيه، ويلقب بأبي حفص، وهو والي العراق ليزيد بن معاوية.

 

وقد ولي البصرة سنة خمسه وخمسين من الهجره، وكما ولي خراسان، وقد قتله إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي سنة سبعه وستين من الهجره، في معركة الخازر، فعندما علم عبيد الله بقدوم مسلم بن عقيل، أرسل عبيد الله بن زياد إلى هانئ بن عروة أن يحضر فلما أتى قال له ألم أوقرك؟ ألم أفعل بك، فأجابه بلى، فقال عبيد الله فما جزاء ذلك؟ فأجابه جزاؤه أن أمنعك، فأمر عبيد الله بن زياد بقتله، فلما بلغ الخبر إلى مسامع مسلم بن عقيل خرج ومعه الكثير من الناس إلى القصر، فأمر عبيد الله بن زياد بإغلاق باب القصر، وبعد ذلك اتجه مسلم بن عقيل إلى مسجد عند السوق وكانت جماعات من الناس يتركونه كلما مر من طريق حتى وصل إلى المسجد، بعد ذلك أمر عبيد الله بن زياد بخلع سقف المسجد.

 

وكان ذلك بسبب عدم سماعه لأصوات الناس، ثم أمر بإشعال النار، فلما نظر لم يرى إلا خمسين رجلا فقط، ثم اقتتل الطرفين وأصيب مسلم بن عقيل وانهزم أصحابه، وأخذ هو إلى إحدى البيوت، وصل خبر مكان مسلم بن عقيل إلى عبيد الله بن زياد فأمر رجلين بإحضاره، فلما أحضر قال عبيد الله هيه هيه يا ابن خلية، جئت لتنزع سلطاني، ثم أمر بقتله، بعد ذلك أمر عبيد الله بن زياد بمراقبة الطريق بين واقصة وطريق الشام وطريق البصرة، وبعد خروج الحسين من مكة واقترابه، سأل الأعراب عن الأوضاع فأجابوه بعدم مقدرتهم الدخول أو الخروج، فقام الحسين بتغيير طريقه واتجه للشام ليقابل يزيد، إلا أن جيش عبيد الله بن زياد قابله في كربلاء بقيادة عمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن.

 

وعمر بن سعد هو عمر بن سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب أبو حفص القرشي الزهري، وقد ولد في المدينة المنورة، وسكن الكوفة، وكان مع أبيه بدومة وأذرح حين حكم الحكمان، وهو الذي حرض أباه على حضورها ثم إن سعدا ندم فأحرم بعمرة من بيت المقدس، وكان شمر بن ذي الجوشن وهو من قبيلة بني كلاب من هوازن اسمه شرحبيل بن قرط الضبابي الكلابي، وكنيته أبو السابغة، وقد كان ممن بايع علي بن أبي طالب، وشارك في معركة صفين إلى جانبه لكنه تمرد عليه في فتنة الخوارج وبعد ذلك شارك في قتل الحسين بن علي، وعندما قابلهم الحسين، فقد ناشدهم الحسين، الله والإسلام، وأن يتركوه ليذهب إلى أمير المؤمنين فيضع يده في يده.

 

فقال الحر بن يزيد ألا تقبلون من هؤلاء ما يعرضون عليكم، والله لو سألكم هذا الترك والديلم ما حل لكم أن تردوه، والحر بن يزيد، هو أحد زعماء أهل الكوفة وساداتها، وكان شريفا في قومه جاهلية وإسلاما، وقد أرسله عبيد الله بن زياد ليساير الحسين ويراقب حركته، وقد ندم في اللحظات الأخيرة في يوم عاشوراء، فالتحق بركب الحسين، واستشهد معه بكربلاء سنة واحد وستين من الهجره، ومن هنا نال منزلة خاصة عند الشيعة، وبعدما تكلم الحر بن يزيد، إلا أن شمر بن ذي الجوشن رفض إلا أن ينزل الحسين على حكم عبيد الله بن زياد فرفض، وانضم الحر بن يزيد إلى الحسين، بعد ذلك تردد عمر بن سعد في محاربة الحسين، فأرسل عبيد الله بن زياد جويرية بن بدر التميمي ليقتل عمر بن سعد، وذلك إن رفض القتال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى