مقال

عبد الرحمن بن عوف القرشي ” جزء 2″

عبد الرحمن بن عوف القرشي ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع عبد الرحمن بن عوف القرشي، فالنبى الكريم صلى الله عليه وسلم لم يخرج خالدا من دائرة الصحبة وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يرجع إليه في أمور كثيرة، ومما روي منها دخول البلد التي نزل بها الطاعون، وأخذ الجزية من المجوس، وكان عمر يقول عبد الرحمن سيد من سادات المسلمين، وقيل أنه كان عمر بن الخطاب يفكر بالذهاب إلى الشام، وعندما جاءت الأخبار أن الطاعون انتشر في الشام، فأشار ابن عوف على عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ألا يدخل الشام تنفيذا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه ” إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ،وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ” فاستجاب عمر بن الخطاب رضى الله عنه لرأي بان عوف وعاد إلى المدينة.

 

وقد استخلف عمر بن الخطاب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما على الحج سنة ثلاثه وعشرين للهجرة، فحج ابن عوف في تلك السنة وحج مع عمر بن الخطاب سنة ثلاث وعشرين، وكان عبد الرحمن بن عوف أحد الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب لخلافته، وأرتضاه الصحابة جميعا حكما بينهم لاختيار خليفة لعمر بن الخطاب، وقد روى ابن سعد عن المسور بن مخرمة وهو صحابي وابن أخت عبد الرحمن بن عوف، قال بينما أنا أسير في ركب بين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، وكان عبد الرحمن بن عوف قدامي عليه خميصة سوداء، فقال عثمان بن عفان من صاحب الخميصة السوداء؟ قالوا عبد الرحمن بن عوف، فناداني عثمان يا مسور، قلت لبيك أمير المؤمنين، فقال من زعم أنه خير من خالك في الهجرة الأولي.

 

وفي الهجرة الثانية الآخرة فقد كذب، ومضت الحياة بعبدالرحمن بن عوف بعد النبي صلى الله عليه وسلم ،مشاركا في أحداث المسلمين الكبرى، كما كان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وظل حريصا على أن يكون بعيدا عن التكالب على الدنيا، وأنه يبذلها ولا يطلبها طمعا فيما عند الله، ورغم أن قيادة الأمه الاسلاميه مهمه جليله خاصة أن من تولاها في صدر الإسلام كانوا أكابر الصحابة، الذين سطروا أروع سطور التاريخ الإسلامي وكتبوا أنصع صفحاته، لكن ابن عوف آثر أن يكون ضمن المعاونين للخلفاء وليس هو واحدا منهم، وتوفي عبد الرحمن بن عوف سنة ثلاث وثلاثين للهجرة في بلاد الشام، وصلى عليه أمير المؤمنين الخليفة عثمان بن عفان، وأرادت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن تخصه بشرف لم تخص به سواه.

 

فعرضت عليه قبل وفاته أن يُدفن في حجرتها إلى جوار الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، لكنه استحى أن يرفع نفسه إلى هذا الجوار، وطلب دفنه بجوار عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد الآخر يدفن إلى جوار صاحبه وقيل أن ابن عوف قد كتب في وصيته أربعمائة دينار لكل صحابي من الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر، كما أوصى أن يُؤخذ من ماله ألف فرس في سبيل الله سبحانه وتعالى، وقيل إن لابن عوف مقام أو تذكار في الأردن وهو ليس قبره الحقيقي لأن ابن عوف دفن في المدينة في مقبرة البقيع، ولكن ضريحه في الأردن في منطقة اسمها الجبيهة شمال عمان وهو تذكار يشير إلى إقامته في هذه المنطقة أثناء ارتحاله من المدينة إلى الشام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى