مقال

الدكروري يكتب عن إستقبال مواسم الطاعات

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إستقبال مواسم الطاعات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن من عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، فقال تعالى فى سورة العنكبوت ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين” وكذلك نستقبل الأيام العشر من ذي الحجة بالبعد عن المعاصي، فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟ ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل، فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، وإن من فضائل العشر من ذي الحجة أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها، وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، فقال تعالى “والفجر وليال عشر” والليالي العشر هي عشر ذي الحجة.

 

وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره وهو الصحيح، ومن فضائل العشر من ذي الحجة أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره، فقال تعالى فى سورة الحج “ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ” وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس رضى الله عنهم أجمعين، ومن فضائل العشر من ذي الحجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها أفضل الأيام، ومن فضائل العشر من ذي الحجة أن فيها يوم عرفة ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلا، ومن فضائل العشر من ذي الحجة أن فيها يوم النحر، وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، ومن فضائل العشر من ذي الحجة اجتماع أمهات العبادة فيها، حيث قال الحافظ ابن حجر في الفتح.

 

“والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره” ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام هو أداء مناسك الحج والعمرة، وهما افضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة، والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات، ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها في الأيام العشر من ذي الحجة هو الصيام وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية.

 

وبين فضل صيامه، وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال صيامها مستحب استحبابا شديدا، ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها في أيام العشر من ذي الحجة هى الصلاة وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلا، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها في العشر من ذي الحجة هو التكبير والتحميد والتهليل والذكر وقال البخاري كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها، وقال وكان عمر بن الخطاب يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا.

 

وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا، ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به، وعليه أن يحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده، ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها في العشر من ذي الحجة، هى الصدقة وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها، وقال صلى الله عليه وسلم ” ما نقصت صدقة من مال” رواه مسلم، وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، ومنها قراءة القرآن وتعلمه، والاستغفار، وبر الوالدين، وصلة الأرحام والأقارب، وإفشاء السلام وإطعام الطعام ، والإصلاح بين الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحفظ اللسان والفرج.

 

والإحسان إلى الجيران، وإكرام الضيف، والإنفاق في سبيل الله، وإماطة الأذى عن الطريق، والنفقة على الزوجة والعيال ، وكفالة الأيتام ، وزيارة المرضى وقضاء حوائج الناس والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم إيذاء المسلمين، والرفق بالرعية وصلة أصدقاء الوالدين والدعاء للناس بظهر الغيب، وأداء الأمانات والوفاء بالعهد، والبر بالخالة والخال وإغاثة الملهوف وغض البصر عن محارم الله وإسباغ الوضوء والدعاء بين الآذان والإقامة وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة والمحافظة على السنن الراتبة والحرص على صلاة العيد في المصلى وذكر الله عقب الصلوات والحرص على الكسب الحلال وإدخال السرور على المسلمين والشفقة بالضعفاء واصطناع المعروف والدلالة على الخير وسلامة الصدر وترك الشحناء وتعليم الأولاد والبنات والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى