مقال

الدكروري يكتب عن آيات الله الدالة على وحدانيته

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن آيات الله الدالة على وحدانيته

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لو تأملنا إلي هذا الكون العظيم بما فيه من عجائب مخلوقات الله لعلمت من أنت، ولعلمت عظمة الله عزّ وجل، فانظر إلى السماء وسعتها وعظيم جرمها وضخامتها، ثم هي ليست سماء واحدة بل سبع سموات، وما بين كل سماء والأخرى مسيرة خمسمائة عامٍ، وكثف كل سماء مسيرة خَمسمائة عام، وهذه الأرض انظر إلى سعتها وانبساطها، ثم سألت نفسك بعد ذلك ما هذه السموات والأرض في ملك الله؟ قال ابن عباس “ما السموات السبع والأرضون السبع في يد الله إلا كخردلة في يد أحدكم” ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم “يقبض الله الأرض ويطوي السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض” ولما قال الحبر اليهودي “إن الله يمسك السموات على إصبع، والأرض على إصبع،

 

والشجر والثرى على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يقول أنا الملك أنا الملك” ضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدَت نواجذه، ثم قرأ قول الحق سبحانه وتعالي من سورة الزمر ” وما قدروا الله حق قدرة والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينة سبحانه وتعالي عما يشركون” وقبل اعصار بنجلاديش رأيتم وراينا ما حل في روسيا من حدث عظيم ومنظر مرعب مخيف أرعب قلوب الملايين وهز نفوس العالمين عندما سقط النيزك على إحدى المدن الروسية، وكانت سرعة سقوطه هائلة جدا وانفجر في الجو قبل أن يصطدم بالأرض فولد انفجارا ضخما أقوى من انفجار القنبلة الذرية التي سقطت على هيروشيما بثلاثين ضعفا وأدى إلى إصابة حوالي ألف وخمسمائة شخص.

 

وألحق الضرر بأكثر من ثلاثة الآلاف مبنى، فكل هذا حدث عندما انفجر في الجو ولو قدر الله له أن ينفجر في الأرض ويصطدم بها اصطداما مباشرا لأحدث دمارا هائلا وكارثة كونية كبرى لا تكاد توصف،علما أن تلك الاصابات التي أصابت البشر في ذلك الحادث كانت فقط بسبب تهشم زجاج النوافذ والأبواب وذلك لقوة الانفجار فكيف لو اصطدم بالأرض، وقد كان أصحاب الإرصاد والفلك يتابعون هذا النيزك منذ بداية تحركه وكانت دراساتهم وتقاريرهم حوله تؤكد لهم أنه لن يقترب كثيرا من الغلاف الجوي ولكن الله سبحانه وتعالى أراد بعظمته وقدرته أن يظهر لهم ضعفهم ويبين لهم عجزهم ويفاجأهم بما لم يكن في حسبانهم وبما لا يتوقعون، وكان وزنه اثنا عشر طنا.

 

ويعد من أصغر المذنبات مقارنة بغيره من المذنبات الأخرى مما جعل علماء الفلك والإرصاد هناك يعكفون على القيام بالدارسات والأبحاث حول سقوطه ليتأكدوا هل كان سقوطه بشكل مستقل أم أنه جسم صغير سقط من جسم كبير؟ هذا ما ظل يخيفهم ويرعبهم ويبحثون إلى اليوم عن جواب شاف حول هذا السؤال، فلنتقي الله في أنفسنا ولنراجع أنفسنا ولنقم بتصحيح أحوالنا فإن الله جل جلاله ليس بينه وبين أحد منا نسب ولا جاه ويغار جل جلاله إذا انتهكت حدوده واستحلت محارمه، وإننا نرى اليوم أحكام الله قد ضيعت وحدوده قد انتهكت ومحارمه قد استحلت ولهث الناس وراء المناهج الشرقية والغربية وتركوا منهج الله وضاع الولاء والبراء وكثر الخنا والفساد وانتشر الربا والحرام وتجبر المتجبرون.

 

وضاعت حقوق الضعفاء وسمح للأفكار المنحرفة أن تروج وتنشر وغيبت الحقيقة وحورب أهل الحق، أفلا نخشى بعد هذا كله من عذاب الله أن يحل بنا أو ينزل في أوساطنا نعوذ بالله من سخطه وأليم عذابه وشديد عقابه، ويقول النبي صلي الله عليه وسلم ” لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه” وحلق باصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش، فقلت يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال ” نعم إذا كثر الخبث” رواه البخاري ومسلم، فاتقوا الله تعالى واحمدوه على ما أراكم من آياته الدالة على وحدانيته وعلى كمال ربوبيته فإن في كل شيء له آية تدل على أنه إله واحد كامل العلم والقدرة والرحمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى