مقال

الدكروري يكتب عن فتنة النساء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فتنة النساء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

أصبحنا نعيش في زمان الفتن والمصائب والأهوال وإن المخرج من هذه الفتن بسلام وأمان لن يكون إلا بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ففيهما النور والهدى، ومن خلال تدبر كتاب الله في معرفة الأسباب والعوامل لدفع العقوبات عن الأمم ونخلص إلى أهمها وهي الإصلاح والدعوة إلى الله ومحاربة الفساد حيث قال الله سبحانه وتعالي في سورة هود ” فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون” ولا يمكن إصلاح من غير نهي عن الفساد وهذا بنص القرآن، والإصلاح يبدأ من أنفسنا فإذا صلحت استطعنا إصلاح غيرنا.

 

إذ لا بد من الاعتصام بتقوى الله عز وجل فإنه لن يغير حالنا وينجينا إلا إذا بادرنا بإصلاح أنفسنا فقال سبحانه وتعالي في سورة الرعد “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” ولقد حذرنا نبينا الكريم ورسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم من هذه الفتنة في عدة أحاديث، ومنها حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء” ويقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح الحديث ومقصوده ما نصه، والمعنى أن النبى صلى الله عليه وسلم يخبر بأنه ما ترك فتنة أضر على الرجال من النساء وذلك أن الناس كما قال الله تعالى ” زين للناس حب الشهوات من النساء” فكل هذه مما زين للناس في دنياهم، وصار سببا لفتنتهم فيها.

 

لكن أشدها فتنة النساء، ولهذا بدأ الله تعالى بها، وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك يريد به الحذر من فتنة النساء، وأن يكون الناس منها على حذر،لأن الإنسان بشر، إذا عُرضت عليه الفتن فإنه يُخشى عليه منها، ويستفاد منه سد كل طريق يوجب الفتنة بالمرأة، فكل طريق يوجب الفتنة بالمرأة فإن الواجب على المسلمين سده، ولذلك وجب على المرأة أن تحتجب عن الرجال الأجانب، فتغطي وجهها، وكذلك تغطي يديها ورجليها عند كثير من أهل العلم، ويجب عليها كذلك أن تبتعد عن الاختلاط بالرجال لأن الاختلاط بالرجال فتنة وسبب للشر من الجانبين من جانب الرجال، ومن جانب النساء، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ” خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها”

 

وما ذلك إلا من أجل بُعد المرأة عن الرجال، فكلما بعدت فهو خير وأفضل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر النساء أن يخرجن إلى صلاة العيد، ولكنهن لا يختلطن مع الرجال بل يكون لهن موضع خاص، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب الرجال وانتهى من خطبتهم، نزل فذهب إلى النساء فوعظهن وذكرهن، وهذا يدل على أن النساء كن في مكان منعزل عن الرجال، وكان هذا والعصر هو عصر قوة في الدين وبعد عن الفواحش، فكيف بعصرنا هذا؟ فإن الواجب توقي فتنة النساء بكل ما يستطاع، ولا ينبغي أن يغرنا ما يدعو إليه أهل الشر والفساد من المقلدين للكفار من الدعوة إلى اختلاط المرأة بالرجال، فإن ذلك من وحي الشيطان والعياذ بالله، هو الذي يزين ذلك في قلوبهم.

 

وإلا فلا شك أن الأمم التي كانت تقدم النساء وتجعلهن مع الرجال مختلطات، لا شك أنها اليوم في ويلات عظيمة من هذا الأمر، يتمنون الخلاص منه فلا يستطيعون، ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى أربعة أصناف من المال، كل نوع من المال يتمول به صنف من الناس، أما الذهب والفضة فيتمول بها التجار، وأما الخيل المسومة فيتمول بها الملوك، وأما الأنعام فيتمول بها أهل البوادي، وأما الحرث فيتمول بها أهل الرساتيق، فتكون فتنة كل صنف في النوع الذي يتمول، فأما النساء والبنون ففتنة للجميع، فقال طاوس ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في أمر النساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى