مقال

“يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ “

جريدة الاضواء

يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ “

بقلم / هاجر الرفاعي 

بسم الله الرحمن الرحيم بسم الذي لبس المجد وتكرم به بسم الذي تعطف بالعز وقال به بسم الذي جعل الموت علينا حق والساعة حق ولكل أجل كتاب لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالي واخبر الله تعالى عبادة ان الموت لاسبيل للخروج منه ولا مفر ولا نجاة منه أبدا واذا كان المفر يوجد فالمفر والنجاة تحتاج الى ملك من الملائكة ولا يوجد ملائكة فوق الارض كما ذكر احد المفسرين تطبيقا لقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم :

 “يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ” فهذة الاية الكريمة جائت تفسيرات كثيرة ولكن الاختلاف بين المفسرين في معني كلمه *بسلطان* تفسير القرطبي أن : “قوله تعالى : يا معشر الجن والإنس الآية . ذكر ابن المبارك : وأخبرنا جويبر عن الضحاك قال إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت بأهلها ، فتكون الملائكة على حافاتها حتى يأمرهم الرب ، فينزلون إلى الأرض فيحيطون بالأرض ومن فيها ، ثم 

يأمر الله السماء التي تليها كذلك فينزلون فيكونون صفا من خلف ذلك الصف ، ثم السماء الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة ، فينزل الملك الأعلى في بهائه وملكه ومجنبته اليسرى جهنم ، فيسمعون زفيرها وشهيقها ، فلا يأتون قطرا من أقطارها إلا وجدوا صفوفا من الملائكة ، فذلك قوله تعالى : يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان والسلطان العذر . وقال الضحاك أيضا : بينما الناس في أسواقهم انفتحت السماء ، 

ونزلت الملائكة ، فتهرب الجن والإنس ، فتحدق بهم الملائكة ، فذلك قوله تعالى : لا تنفذون إلا بسلطان ذكره النحاس .قلت : فعلى هذا يكون في الدنيا ، وعلى ما ذكر ابن المبارك يكون في الآخرة . وعن الضحاك أيضا : إن استطعتم أن تهربوا من الموت فاهربوا . وقال ابن عباس : إن استطعتم أن تعلموا ما في السماوات وما في الأرض فاعلموه ، ولن تعلموه إلا بسلطان أي ببينة من الله تعالى . وعنه أيضا أن معنى : لا تنفذون إلا بسلطان لا تخرجون من سلطاني وقدرتي عليكم . قتادة : لا تنفذون إلا بملك وليس لكم ملك . وقيل : لا تنفذون إلا إلى سلطان ، الباء بمعنى إلى ، كقوله تعالى : وقد أحسن بي أي إلي . قال الشاعر :أسيئي بنا أو أحسني لا ملولة لدينا ولا مقلية إن تقلتوقوله : فانفذوا أمر تعجيز .” 

وجاء تفسير ابن كثير المختصر أيضا وبينه وبين تفسير القرطبي مشابهه كثيرة وكلاهم يوضحان ان الانسان لا مفر له من الله سبحانه وتعالي حتى إذا هرب السموات السبع والاراضين فأمر الله واقع لامحالة من وقوعة ابدا كما جاء في سورة القيامة بسم الله الرحمن الرحيم:*يقول الانسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر الى ربگ يومئذ المستقر* فيا عباد الله اعملوا من اجل اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا يكون فيه بيع ولا شراء إلا من هم يأتون الى الله بقلب سليم وعمل صالح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى