مقال

فقدان القيمة

جريدة الاضواء

فقدان القيمة

بقلم/السيد شحاتة

جميعنا يعلم بأن كل الأشياء مهما كانت لها قيمة وقد نداوم السؤال عنها رغبة في إقتنائها

ولكن هل توجد قيمة للإنسان منا ؟
وهل يفقد الإنسان قيمته؟
وهل قيمته فيما يملك سواء مالا أو منصبا ؟

لقد خلق الله تعالى الإنسان وجعل قيمته عاليه بين جميع مخلوقاته وكرمه عليهم جميعا ولكن من منا من له قلب يفقه وعقل يفكر حيث أن قيمته الحقيقية فيما يفعل وفيما يفكر

وقبل أن نتكلم عن فقدان القيمة للبشر أصبحنا بصفه عامه نعاني من الفقدان لكل الأشياء

فإذا بحثنا فيما حولنا نجد كل شئ فقد قيمته فنجد مثلا أن الفن فقد قيمته ومعناه بل والمثل العليا التي يبثها في المجتمع ويدعو إليها فأصبح وسيله من وسائل الثراء السريع بغض النظر عن المحتوي الذي يقدمه

فإختفت المعاني الحقيقية والقيم الروحية والمثل العليا وأصبح الكثيرون يبحثون عن المحتوي الردئ والمبتذل

حتي في مجال صناعه المحتوي ككتابة المقال أو تأليف كتاب فأصبحت الغايه هي الوصول إلى الشهرة وليس تقديم محتوي هادف

ولنأتي الي المستوي الإنساني وهو ما يهمنا حتي وان إنصلح إنصلح الباقين فقد فقدنا دفئ العلاقات وأصبح الاكتئاب هو مرض العصر

فقدان القيمة للبشر هو الإفلاس الحقيقي وهي أحدي العلامات التي تشير إلى الأزمة التي نعيشها

فقيمة الإنسان هي بما يمنحه للآخرين بما يحمله من أخلاق رجلا كان أو امرأة
هي بما يضيفه للحياة بأن يكون عنصرا إيجابي بتفكير واع وما يفعله بإرادة حره

قيمة الإنسان قد تتشكل منذ نشأته الأولي في المجتمع المحيط به عندما تتوافر فيه بيئة مناسبة قادرة على إحتوائه تزرع فيه الثقة بالنفس وتنمي فيه القوة والرغبة التي ستشكل فيما بعد شخصيته المستقبلية بحيث يكون قادرا علي خوض معركة الحياة بحلوها ومرها

ولكن لايمكن أن نعتمد علي البيئة المحيطة بنا فقط فهناك الآلاف التي لم تسمح لهم البيئة المحيطة بهم بتوفير المناخ الملائم ولكنهم لم يستكينوا الي الخذلان فأصبحوا أكثر تفاعلا بمجهود فردي وعزيمة لاتقهر لأنهم عرفوا قيمتهم الحقيقية

فهؤلاء لن تهزمهم الحياة حتي وان ضاقت عليهم السبل وعصفت بهم الرياح
فحاول أن تعرف قيمتك الحقيقيه فتشكل انت الحياة كما تريدها انت
وليست كما تفرضها عليك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى