مقال

الدكروري يكتب عن حب الصحابة لرسول الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حب الصحابة لرسول الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن أولى الناس برسول الله محمد صلي الله عليه وسلم هم الذين اتبعوه وتمسكوا بسنته، أما الذين يدّعون محبة النبي صلي الله عليه وسلم ويخالفون سنته ومنهجه، فهؤلاء على بعد من الصدق، إن أولى الناس بشفاعة الرسول صلي الله عليه وسلم هم أهل سنته، وإن أولى الناس بحوض النبي صلي الله عليه وسلم هم أكثرهم عليه صلاة، وإن أولى الناس بصحبته صلي الله عليه وسلم في الجنة هم محبوه، فقد قال الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه “يا رسول الله، الرجل يحب القوم، ولا يستطيع أن يعمل بعملهم” فقال صلي الله عليه وسلم “فإنك مع من أحببت يا أبا ذر” فقال أبو ذر فإني أحب الله ورسوله، فقال صلي الله عليه وسلم “فإنك مع من أحببت” فأعادها أبو ذر ثلاثًا،

 

وأعادها الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم كذلك فقد دخلت محبة أشخاص مكان محبة رسول الله صلي الله عليه وسلم فعظمناهم، وأصبحوا شغلنا الشاغل من مطربين ولاعبين وممثلين وهواه للباطل وقادة وطواغيت لا يحكمون بما أنزل الله فالمرء مع من أحب يوم القيامة، وإن محبة النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم تكون باتباعه وأن محبته توجب الجنة ورفقته فيها، ولكن محبته العملية والعقدية والحقيقية هي التي توجب ذلك، لا كما قالت اليهود والنصارى في إبراهيم، حيث قالت اليهود إبراهيم عليه السلام منا، وقالت النصارى إبراهيم منا فكذبهم الله فقال الله تعالي “ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ” ثم قال إبراهيم ” فمن تبعني فإنه مني ” فنعيش في زمان قدمنا فيه حب الدنيا على حب الله ورسوله.

 

وحب الأموال والأولاد والعشيرة والتجارة على حب الله والرسول والجهاد في سبيل الله، فهذه صور حية عاشها الصحابة الكرام رضوان الله تعالي عليهم أجمعين فطبقوا من خلالها هذه المحبة عملا وإيمانا وعقيدة وسلوكا وأخلاقا، فها هو الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما سمع النبي صلي الله عليه وسلم يودع أمته على المنبر ويقول لهم “إن الله عز وجل خيّر عبدا ما بين أن يُخلد في الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله” فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه بكاء شديدا فقال “نفديك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله” فعرف أن رسول الله سيغادر هذه الدنيا، وهذا هو عروه بن مسعود الثقفي وهو ممثل الكفار في صلح الحديبية فقد حاول أن يلمس لحية النبي صلي الله عليه وسلم.

 

وهو يتكلم معه، فضرب الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة يده بنصل السيف، وقال له “أخّر يدك عن رسول الله وإلا لا ترجع إليك” فلما رجع عروة بن مسعود إلى الكفار قال لهم “والله يا قوم لقد وفدت على الملوك والأمراء وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله ما رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمدا، والله ما يتنخم النخامة إلا وقعت في كفّ رجل منهم، فدلك وجهه وجلده، وإن أمرهم نفذوا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على فضل وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، ولا يحدّون النظر إليه تعظيما له” فهذه هي شهادة من أعداء الله وأعدائه لصحابته على حبهم لنبيهم، وهذا هو أحد الصحابة أخذه كفار مكة وعذبوه عذابا شديدا، وقالوا له وهو تحت التعذيب.

 

أتحب أن محمدا مكانك وأنت سالم معافى في أهلك ومالك، فصاح فيهم وقال “والله ما أحب أني في أهلي ومالي وولدي معافى ويصاب رسول الله بشوكة” وراح ينشد الشاعر فيه سألوه هل يرضيك أنك سالم، ولك النبي فدى من الإتلاف، فأجاب كلا لا سلمت من الردى، ويصاب أنف محمد برعاف، ويقول أبو سفيان عندما سمع ذلك “والله ما رأيت أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمد محمدا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى