غير مصنف

الدكروري يكتب عن كثرة التوبة والاستغفار

جريدة الأضواء

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن من نفاذ البصيرة، وصدق الإيمان هو كثرة التوبة والاستغفار على الدوام، فذلك هدي رسول الهدى صلى الله عليه وسلم مع أن الله سبحانه وتعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ويقول أبو هريرة رضي الله عنه “ما رأيت أكثر استغفارا من رسول الله صلى الله عليه وسلم” وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كان قد فرّ من الزحف” رواه أبو داود والترمذي، وإن مما صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم من جوامع أدعية الاستغفار، ومما وجه الأمة إليه ما روى البخاري في صحيحه عن شداد بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. 

“سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استعطت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقنا فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة” فسبحانك اللهم لا مفر منك إلا إليك، وسبحانك اللهم لا منجى منك ولا ملجأ إلا إليك، فاللهم إنك أنت القائل وقولك الحق كما جاء فى سورة الأنعام ” وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير” وأنت القائل كذلك كما جاء فى سورة فاطر “ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم” 

وإن من آفاق رحمة الله الواسعة هى فى قوله سبحانه وتعالى ” ورحمتى وسعت كل شئ ” فيسمع الإنسان هذا المفهوم فيسعى للرحمة وينشر أنوارها بين الخلق، وبينما هو كذلك إذ يستجلب الرحمة من الله لتمده رحمة الله برحمة خلقه، فيستجلبها بطاعة الله ورسوله، بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والرحمة بالعباد، وإحسان معاملة الخدم وصلة الأرحام، ثم يقسو أحيانا على من يرحم ليكون حزما في رحمة مسداة، فيكون ممن شملهم قول الله تعالى ” ورحمتى وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون” فالناس في حاجة إلى كنف رحيم، ورعاية حانية، وبشاشة سمحة، وهم بحاجة إلى ود يسعهم، وحلم لا يضيق بجهلهم، ولا ينفر من ضعفهم.

وفي حاجة إلى قلب كبير يمنحهم ويعطيهم، ولا يتطلع إلى ما في أيديهم، يحمل همومهم ولا يثقلهم بهمومه، وإن تبلد الحس يهوي بالإنسان إلى منزلة بهيمية أو أحط، والإنسان بغير قلب رحيم أشبه بالآلة الصماء، وهو بغير روح ودود أشبه بالحجر الصلد، وإن الإنسان لا يتميز في إنسانيته إلا بقلبه وروحه، لا في أكوام لحمه وعظامه، فبالروح والقلب يحس ويشعر وينفعل ويتأثر، ويرحم ويتألم، وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده “سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي” وروى مسلم في صحيحه أن من آخر ما كان يقول صلى الله عليه وسلم في صلاته قبل التسليم “اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى