مقالمنوعات

إرحموا عزيز قوم ذل

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن إرحموا عزيز قوم ذل
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الأحد الواحد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو المستعان على ما نرى ونشاهد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وقد عظم البلاء وقلّ المساعد، وحسبنا الله ونعم الوكيل وقد عظم الخطب والكرب زائد، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله أفضل أسوة وأكرم مجاهد، صلى الله عليه وعلى آله أولي المكارم والمحامد، وصحبه السادة الأماجد والتابعين ومن تبعهم بأحسن السبل وأصح العقائد، وسلم تسليما كثيرا، الذي مر صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين بامرأة قتلها خالد بن الوليد والناس مزدحمون عليها فقال صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه أدرك خالدا، فقل له إن رسول الله ينهاك أن تقتل وليدا أو امرأة أو عسيفا” ولما أسر سهل بن عمرو في بدر قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

دعنى أنزع ثنية سهيل بن عمرو، ويدلع لسانه، فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا أمثل به فيمثل الله بي، وإن كنت نبيا عسى أن يقوم مقاما لا تذمه” وهذا هو المقام الذي قامه سهيل بمكة حين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد من العرب ونجم النفاق بالمدينة وغيرها فقام بمكة فخطب الناس وثبتهم على الدين الحنيف، فكان صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه عند توزيع الأسرى ” استوصوا بالأسرى خيرا ” وأعفى الأسرى الفقراء من الفدية رحمة بهم كما فعل مع أبي عزة عمر بن عبد الله لما ذكر له بأنه أبا لفتيات وهو فقير لا يقدر على الفدية، فأطلقه النبي صلى الله عليه وسلم، ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم جارية من السبايا فقال لها من أنت؟ قالت أنا بنت حاتم الجود.

فقال صلي الله عليه وسلم “ارحموا عزيز قوم ذل، ارحموا عالما ضاع بين جهال” كما تجاوز عن قريش وما أدراك ما فعلت قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، فكان موقفه ممن كانوا حربا على الدعوة ولم يضعوا سيوفهم بعد عن حربها أن قال صلى الله عليه وسلم لهم “ما تظنون أني فاعل بكم؟ فقالوا أخ كريم وابن أخ كريم، فقال اذهبوا فأنتم الطلقاء” وكان يدعو صلى الله عليه وسلم لمخالفيه من غير المسلمين بالهداية، فقد قدم الطفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه فقالوا يا رسول الله إن دوساً قد كفرت وأبت فادع الله عليها، فقيل هلكت دوس فقال صلى الله عليه وسلم “اللهم اهد دوساً وأئت بهم” ودعا صلى الله عليه وسلم لأم أبي هريرة قبل إسلامها، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة.

فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي قلت يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اللهم اهد أم أبي هريرة ” فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما جئت فصرت إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعت أمي، خشف قدمي، فقالت مكانك يا أبا هريرة، وسمعت خضخضة الماء، قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب، ثم قالت يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى