مقال

السلام علي النفس في الشريعة

جريده الأضواء

الدكروري يكتب عن السلام علي النفس في الشريعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وهو صلي الله عليه وسلم الذي خرج في شهر شوال من السنة الثالثة من الهجرة حيث كانت غزوة أحد حين تجهز مشركو قريش بنحو ثلاثة ألاف رجل ليأخذوا بالثأر من النبي صلى الله عليه وسلم فلما علم بهم النبي صلى الله عليه وسلم خرج إليهم فقاتلهم بنحو سبعمائة من أصحابه وكان النصر للمسلمين حتى ولى المشركون الأدبار الا أن الرماة الذين جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم في ثنية الجبل.

يحمون ظهور المسلمين ولا يبرحون عن مكانهم هؤلاء الرماة تركوه حين ظنوا أن المعركة انتهت لما ظهرت هزيمة المشركين ولكن الفرسان من المشركين كروا على المسلمين من خلفهم حين رأوا الثنية خالية فانتكس الأمر وصار كما قال الله عز وجل ” ولقد صدقكم الله وعده إذ تحثونهم بإذنه” أي تقتلونهم بإذنه ” حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين” فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد روي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال “إذا دخل البيت غير المسكون فليقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين” وجاء مثله عن مجاهد.

وقال ابن حجر، ويدخل في عموم إفشاء السلام، والسلام على النفس لمن دخل مكانا ليس فيه أحد، لقوله تعالى” فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة” وإن كان البيت ليس فيه إلا أهلك فيستحب لك أن تسلم عليهم أيضا، فعن أبي الزبير أنه سمع جابرا يقول “إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة” والسلام عند دخول البيت ليس واجبا، فقد قال ابن جريج قلت لعطاء اواجب إذا خرجت ثم دخلت أن أسلم عليهم؟ قال لا ولا أوثر وجوبه عن أحد ولكن هو أحب إلي وما أدعه إلا ناسيا، ولكن لا ينبغي للمسلم أن ينأى عنه بعد أن يعلم فضله ومن فضله ما رواه أبو أمامة قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “ثلاثة كلهم ضامن على الله، إن عاش كفي، وإن مات دخل الجنة، ومن دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل.

ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله، ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله” وكما أن من آداب السلام في الإسلام هو رد السلام على من حمل إليه السلام والمحمول إليه، وعن غالب قال إنا لجلوس بباب الحسن إذ جاء رجل فقال حدثني أبي عن جدي قال بعثني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائته فأقرئه السلام قال فأتيته فقلت إن أبي يقرئك السلام، فقال عليك وعلى أبيك السلام، وعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا عائشة، هذا جبريل يقرأ عليك السلام، قالت، قلت وعليه السلام ورحمة الله ترى ما لا نرى تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم” وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده خديجة قال إن الله يقرئ خديجة السلام، فقالت إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعيك السلام ورحمة الله وبركاته”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى