مقال

الزوج الصالح هو الرفيق السمح

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الزوج الصالح هو الرفيق السمح
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 24 ديسمبر

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا أما بعد، إن هناك بعض الآباء يستبد برأيه في تزويج ابنته ممن لا ترضاه ويرجع ذلك لبعض الأسباب وهو القرابة فالأب يصر على ابنته أن تتزوج من ابن عمها أو ابن خالها أو قريبها، والسبب أن العادات والتقاليد تأمر بذلك، فالعادات والتقاليد إذا خالفت الشرع وتصادمت معه يضرب بها عرض الحائط ولا يعول عليها أو أنها قد حجزت له وهم صغار أو ما أشبه ذلك من العادات والتقاليد التي يأباها الإسلام وتأباها النفوس والضحية البنت البريئة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تنكح الأيم حتى تُستأمر ولا تنكح البكر حتى تُستأذن”

قالوا يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال أن تسكت” رواه البخاري، وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها يارسول الله إن البكر تستحي، قال رضاها صمتها” رواه البخاري، وإن ما يؤخذ من الحديثين هو أن من الآباء من يزوج ابنته لمن لا ترغبه من أجل مطمع من مطامع الدنيا وهذا الزواج غير صحيح شرعا لأن من شروط النكاح رضى الزوجين، وروي أن الخنساء ابنة حرام الأنصارية روت أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحها، يعني أبطل ذلك الزواج ، لعدم رضا الزوجة بذلك، ومعلوم لدى الناس أن أكثر الزيجات التي تكون عن عدم رضا بين الزوجين أن مصيرها الفشل الدائم، فليتقي الله الولي الذي ولاه الله تعالى هذه المسؤولية العظيمة أن يحرص كل الحرص.

في اختيار الزواج المناسب لبناته حتى يعشن في سعادة وهناء بعيدات عن التعاسة وضيق العيش وقلة الراحة، وعموما بالنسبة للثيب فإنه لا بد من إذنها في زواجها والبكر يكفي سكوتها لأنها قد تستحي أن تقول أنها موافقة على ذلك الزواج لكن لا تجبر، فإن أجبرت حرم ذلك، وإن هناك من الآباء من لا هم له إلا كم سيُدفع في ابنته وماذا سيُقدم عند الخطبة وعند الزواج، ولا يهمه من هذا الذي سيدفع ؟ أهو صالح أم طالح ؟ ولا يعنيه هل ستعيش هذه البنت في سعادة أم تعاسة ؟ وكم سمعنا عن زيجات باءت بالفشل، بل وقد وصل الأمر إلى تقاطع وتدابر بين الأسر، من جراء زواج ظالم من جبار متعنت من أجل حفنة من النقود، فأحرص أيها الأب على الزوج الصالح فهو الرفيق السمح وهو الذي ستجد ابنتك عنده السعادة الحقيقة بإذن الله .

فإن أخذها ورضيها أكرمها ورفع منزلتها وإن لم يرغبها أعادها لك معززة مكرمة وهذه هي أخلاق الصالحين، أما أخلاق الطالحين فعكس ذلك تماما، فهي ما بين ضرب وركل وشتم وقلة عقل فانتبه أيها الأب الكريم، وإن من الأولياء من يمنع بناته ومن هن تحت ولايته عن الزواج بحجج واهية ضعيفة خادعة ماكرة قذرة قبيحة لأجل غرض محرم لا يمت للإسلام بصلة ومن هذه الأعذار هو حجة إكمال الدراسة، ولكن البنت إذا بلغت سن تحتاج معه للزواج وجب على وليها أن يزوجها حفظا لها من الضياع والتخبط في ظلمات المعاصي والذنوب، وتتلطخ بأوحال الفضيحة والعار، والسبب هو قهر الأولياء الرجال الذين ضيعوا الأمانة، فيتعذر الولي بهذا العذر الكاذب من أجل الحصول على راتب الموظفة.

وهو ينتظر تعيينها بفارغ الصبر، فإذا عينت انقض على راتبها انقضاض السبع على فريسته ولم يدعه في يدها طرفة عين، بل ويتخبط في مالها بغير حق وقد رسول الله قال صلى الله عليه وسلم “إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة” رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى