مقال

ما يستحب للمسلم فى هذا الشهر الكريم

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن ما يستحب للمسلم فى هذا الشهر الكريم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 21 يناير 2024
الحمد لله على نعمة الإيمان، والحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله الذي أنعم علينا بالشريعة السمحة ولم يجعل لنا فيها حرجا، ونسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين، وخطر المتربصين، وأن يحفظ شباب المسلمين من الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلهم هداة مهتدين، فكان رسول الله صلي الله عليه وسلم عظمتة هي عظمة إصلاح وعدالة، وعظمة عطف ورحمة، وعظمة تثقيف وتهذيب، وعظمة بناء وتعمير، وعظمة سلم وأمان، وعظمة علم ومعرفة، فإنه صلي الله عليه وسلم لما شُجّ وجهه، وكُسرت رباعيته، وحلّ به من الألم ما يذهب بلبّ الحليم، ورُشد الحكيم لم يغضب عليهم، بل اعتذر عنهم حيث قال في دعائه “اللهم اغفر لقومي، فإنهم لا يعلمون” رواه البخاري.

فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب السنة النبوية أنه يستحب للمسلم فى هذا الشهر الكريم شهر رجب الإكثار والمواظبة على ما ثبتت به السنة في سائر الأيام من نوافل الطاعات، من صلاة، وصيام، وصدقات وغيرها من القربات، مع المحافظة على الفرائض والواجبات، ولكن لا يشرع تخصيصه بعبادة من العبادات، أو اعتقاد أن لها فضلا في هذا الشهر الكريم على سائر الطاعات، والحال أنه لم يشـرعها لنا فيه النبى الله صلى الله عليه وسلم ولا فعلها فيه صحابته الكرام رضي الله عنهم، ذلك لأنه رويت أحاديث كثيرة موضوعة، أو منكرة ضعيفة، وأخبار عديدة واهية، أو ساقطة تالفة تدل على استحباب إحياء بعض ليالي هذا الشهر، أو فضل المداومة على الصيام.

وإخراج الزكاة في أيام هذا الشهر، وتلكم الأحاديث والأخبار لا تصلح أن يعتمد عليها في إثبات مشـروعية تخصيص شهر رجب بتلك العبادات، لأن العبادة لا تشـرع في الإسلام إلا بدليل ظاهر من الكتاب الكريم، أو من صحيح سنة خير الأنام، وإلا كان العمل غير مقبول بحال، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم ” من عمل عملا ليس له أمرنا فهو رد” ويكثر في هذا الشهر تناقل بعض الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهي لم تثبت عنه صلى الله عليه وسلم، وينبغي للمسلم ألا ينشر حديثا حتى يتأكد من ثبوته وصحته، فمن ذلك على سبيل المثال، هو حديث قيل، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا دخل رجب قال” اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ” فهذا حديث ضعيف.

وأيضا حديث “رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي” وهذا ضعيف أيضا، أخرجه الأصبهاني في الترغيب، وأيضا حديث فضل شهر رجب على سائر الشهور كفضل القرآن على سائر الأذكار، وهذا حديث موضوع كما نبه عليه ابن حجر في تبيين العجب بما ورد في شهر رجب، فاحذروا من ارتياد البدع أو استحسانها، والتزموا كتاب الله وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، ففيهما الكفاية والنجاة، واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، وإن في شهر رجب تتشوق نفوس المؤمنين لشهر رمضان وتهب عليهم نسائمه ويستشعرون قربه، قال أبو بكر الوراق شهر رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السقي للزرع، ورمضان شهر حصاد الزرع، وجدير بمن سود صحيفته بالذنوب أن يبيضها بالتوبة في هذا الشهر، وبمن ضيع عمره في البطالة أن يغتنم فيه ما بقي من العمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى