مقال

وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 7 مارس 2024

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن فضائل شهر رمضان وعن إنتصارات المسلمين في شهر رمضان، وإنه عندما عزم رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم للدخول في غزوة بدر الكبري فقد وضع صلي الله عليه وسلم الرأى للشورى وتداوله مع المسلمين حتى يكون القرار جماعيا وموحدا، ولكن ماذا تتوقعون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل اعتذروا عن المشاركة؟ وهل تعذروا باختلاف موازين القوى بينهم وبين عدوهم؟ وهل قالوا يا رسول الله نحن أقلة وقوتنا ضعيفة ولم نستعد للقتال؟

ولكن ماذا قالوا فى مجلس الاستشارة، فقد قام أبوبكر الصديق رضى الله عنه فتكلم فأحسن ثم قام عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال فأحسن، ثم قام المقداد بن عمر رضى الله عنه فقال يا رسول الله “أمض لما أراك الله فنحن معك والله لن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكن نقول لك اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ثم قام سعد بن معاذ رضى الله عنه قائد الأنصار وحامل لوائهم فقال يا رسول الله قد أمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا فامض بنا لما أردت وأظعن بنا حيث شئت وصل حبل من شئت واقطع حبل من شئت وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا ما شئت وما أخذت منا أحب إلينا مما تركت فوالذى بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغمام لسرنا معك.

ولو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك وما أمرت فيه من أمر، فنحن تبع لأمرك ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله فسر صلى الله عليه وسلم من هذه المواقف البطولية الرائعة، وأعجب بهذه الكلمات القوية التي تفل الحديد وتقصم ظهور أهل الشرك والكفر والتنديد، إنهم أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لا يقولون لرسولهم إلا سمعنا وأطعنا فالأمر أمرك والقول قولك ونحن تبع لأمرك، ويقول الله عز وجل كما جاء فى سورة آل عمران ” فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين” فقام الرسول صلى الله عليه وسلم يستجلب نصر الله ويدعوا الله وينكسر بين يدي الله رفع يديه إلى السماء يقول.

“اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك اللهم فنصرك الذي وعدتني اللهم انجز لي ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا” وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا ربه حتى سقط ردائه فقال له أبوبكر حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك فجاءه نصر الله وحدثت له المعجزات العظيمة والنصر المبين حيث ألقى الله على عدوهم النعاس والنوم والخذلان، وقذف في قلوبهم الرعب وأخذ حفنة من الحصباء فاستقبل بها قريشا فرماهم بها في وجوههم وقال شاهت الوجوه فما من أحد من المشركين إلا أصابته تلك الحصباء فقال تعالى كما جاء فى سورة الأنفال ” وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ” وأنزل الله مع المسلمين ملائكته يقاتلون معهم ويربطون على قلوبهم ويثبتون أقدامهم حتى نصرهم الله على عدوهم.

وقتل في هذه الغزوة معظم رؤوس الشرك وأغلب قادة الكفر، فيقول تعالى كما جاء فى سورة الأنفال ” إذ يوحى ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان” وولى شياطين والجن فى ذلك اليوم هاربين مذعورين خائفين لا يألون على شيء وانسحبوا مذعورين مهزومين صاغرين فركب المسلمون ظهورهم يقتلون فيهم ويأسرون منهم وانتهت المعركة بنصر عظيم مبين للمسلمين وهزيمة ساحقة للمشركين والكافرين، فيقول تعالى كما جاء فى سورة الأنفال ” وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإنى جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إنى بريء منكم إنى أرى ما لا ترون إنى أخاف الله والله شديد العقاب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى