مقال

الفقر …….وإغتصاب العقول

الفقر …….وإغتصاب العقول

كتبت : فاطمة العياط

 

ذلك العنوان لهذا المقال هو عنوان لكتابات لأحد المقربين ولكن وجدت فيه كثيرا من العمق الذي دفعني لكتابة هذه السطور..

حقا إننا اليوم صارت تغتصب عقولنا وعقول صغارنا حسبما يريدون القائمين علي الأمور توجيهها….

وكثيرا في الأونة الأخيرة وجدنا القارئين والمثقفين قاموا بدور العقلاء والشيوخ ليس لأنهم ذلك بس لأن لديهم قدرة علي التمثيل والإقناع ولديهم القدرة علي إستخدام ما يقرؤنه في الشرائع والكتب السماوية لإقناع ضحاياهم ونجد أن الناس صارت تؤمن بهم وتردد حافظين كتاب الله لا يتحدثون الإ بإسم له وما كانت الحقيقة سوي أنهم يستخدمون ما تعلمونه من قرأن أو أو أحاديث أو ما تحصلوا علي علمه من الكتب والقراءات في الحصول علي منافع الشخصية فقط ووفقا لأهوائهم أيا ما كانت المنافع الشخصية…

وذلك يعد إغتصابا للعقول لأن لوولم تغتصب عقولنا لفكرنا وأحسنا التفكير بداية من من المتحدث ؟ ومن الناصح ؟ ومن القائد ؟ لنجد أنهم لا يستطيعون قيادة حياتهم نفسها لأنهم لو إستطاعوا ذلك ماعاشوا في صراعات شخصية ومجتمعية وإنما لأننا نلغي عقولنا ولا نفكر فيما يحدث من حولنا ونسلم حواسنا وبكامل إرادتنا نصبح بأيدينا عبيد لمن لا دين ولا ضمير لهم….

ونجد مؤخرا أيضا أن في مجتمعاتنا جعلنا من رموز البلطجة والفساد أبطال وحينما يكون بطل فيلم قاتل أو رئيس عصابة ولكنه مرتبط بشخصية نترك كل ما يفعله من إجرام والذي قد يكون فيه تاجرا للسلاح مغتصب للنساء سارق للأطفال قاتل لشيوخ السن والكبار ولا رحمة له ولا ننظر من أين تجمع أمواله ؟ ولكن ننظر فقط له ولحبيبته الممثلة أيضا وما يفعله من أجعلها وننحي جانبا كل القضايا التى يثيرها الحدث ونلتفت لما يود المخرج والمؤلف والممثلين أن نلتفت إليه….

كما هناك الكثير من المشاهد والأحداث الواقعية قد تريد القيادات أمور معينة ولكنها بقوتها وإرادتها وقدرتها وما يتوفر لديها من إمكانيات أن تؤدي بنا إلي مشاهد أخرى وأحداث أخرى …..

هنا يتم النظر للأمر لما ننخدع لهذا الحد وتصل بنا الأمور لذلك لنجد أن ما نصل إليه هو لأننا نترك عقولنا لا تفكر وننحيها جانبا وقد يكون ذلك الأمر لأننا طيبين لا بل لأننا (فقراء ) نعم فقراء من كل شيء قد نكون فقراء من المعاملات الإنسانية والأدمية ونحن في أشد الإحتياج لها لأن الله قد خلقنا بشر أناسا نشعر ونحتاج ونحب ونكره ونغضب ولكن لأننا نفقد هذه المشاعر عندما نجد من يقدمها لنا ولو بطريق الزيف نصدقه لأننا نتمناها ونتمنى أن نعيشها…

وقد نكون فقراء الدين واللجوء والتقرب إلي الله لذلك إذا وجدنا من هو يرتل أياته ويقص ويروي أحاديثه نعتبره مخلصا لله ليس لأنه ملتزم دينيا ولا لأنه أفضل منا ولكن لأننا أفقر منه لا نعرف ديننا جيدا ولا نقرأه لذلك إذا وجدنا من يضحك علينا بهذه الأمور نعتبره قامة وشخص مثالي في مجتمع فاشل….

ولأننا أيضا فقراء الثقافة والقراءة والعلم والمعرفة نقتنع جدا بكل ما يود الأخرين تصديره لنا ونؤمن به ونترك القضايا الحقيقية والباعث من القصة أو الحدث نفسه….

لذلك نحن ليس طيبين ولكن نحن فقراء وجهلاء والفقر والجهل هما فقط من يؤدى بنا إلي إغتصاب العقول…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى