القصة والأدب

كم كاك فى هذه القصة .. ؟

كمhttp://كم كاك فى هذه القصة .. ؟ كاك فى هذه القصة .. ؟

بقلمى : خالد فضل

طارت ذات مرة بطة سوداء فاقع لونها تغم الناظرين يتخلل ريشها الأشعث الأغبر بعض من غوطها الجاف والذى خلف وراءه رائحة تثير السعال والقىء وبعض الشرائط البيضاء المتناهية الصغر على صدرها لتقتل بعض من السواد الدامس المحيط بريشها وزغبها

وراحت تحوم وتدور فى الهواء عشرات المرات حتى داخت وتاهت كالمرأة الحامل فى أشهرها الأولى فست الحسن والدلال أرادت أن تضع بيضتها الأولى على الإطلاق فقد بلغت نضجها الانثوى منذ بضعة أيام قليله فقد زوجوها من ذكر أفعوانى كامل الفحوله ولكنه أكثر كلاحة ودمامة من صاحبته فقد قضى تماما على عذريتها وأصبحت ثيب رشيد

المهم البطة إختارت موقعا إستراتيجيا ذا ظل وارف وهواء عليل كى تضع بيضتها الأولى فى سكون وأمان

نظرت البطة يمينا ويسارا فلم تجد أحداً فاحست أماناً جعلها تكابد وتصارع فى وضع بيضتها المتعثرة كالولادة الأولى ولم تلتفت المسكينه إلى ذلك المتربص فوقها

ذلك المحولجى الأكثر كلاحة منها وينتظر إستغراق البطة فى محاولاتها فى أن تبيض .. يال المسكينه .. مازالت صغيرة وجاهله بالنفوس المحيطة بها وأنها تبتعد كثيراً عن عشها
وذكرها المتمرس فى الحياة يراقب الوضع عن كثب فحبيبته بخطر محدق وعلى شفا وضع بيضتها وبحركة سريعه عامل التحويلة ينزل متسللاً إلى الأسفل

فقد رأى البيضة التى وضعتها البطه حالاً والذكر بصوت جهير يصيح كاك كاك ..أهربى يابطتى فهناك شرير بالقرب منك .. وتهرب البطه المسكينة بالكاد تاركة ومضطرة بيضتها ومحبوبتها الأولى وتحلق بجوار ذكرها العاشق ودموعها مازالت تقطر من عينيها حزناً وكمداً

وعامل التحويله يستولى الآن على البيضة على مرأى ومسمع من أصحابها
ويصعد بها متباهياً لبرج التحويله فرحاً ومتهللاً فقد حصل للتو على وجبة العشاء فما كان يملك من طعام سوى رغيف خبز وبصلة صغيرة وبعض من الملح وبعض ميللى لترات من الزيت السابق الإستخدام
والفاقد للصلاحية

أشعل المحولجى البوتاجاز الصغير ووضع عليه الطاسة بزيتها المحروق بالطبع فللضرورة أحكام وللفقر آلالام وبينما وحيثما وربما والعامل يُمنى النفس ويسيل لعابه من شدة الجوع

ذكر البط ينحرف بشدة تاركاً بطته وحبيبته مدهوشه ومستغربه من تصرفه المفاجىء
وقف على شباك البرج ناظراً إلى عامل التحويله بثقة وتوعد العامل أكثر إستغرابا من البطه

وفجأه وبدون سابق إنذار يدير ذكر البط ظهره للعامل ويزرب زربةً مافعلها من قبل بتلك الدقه وذلك الحجم داخل طاسة طبخ البيضة تاركاً تلك الآثار المؤلمة على وجه وقلب عامل التحويله فلم ينتقم منه احداً ذلك الإنتقام المروع والرهيب

وراح يسب ويلعن ذلك الذكر الملعون فى السماء والارض
وذكر البط فى غاية السعادة والسرور فقد عرف كيف يثأر لبيضته وحبيبته الكالحه وينفض ريشه وينثره فى الهواء ضاحكا . كاك. كاك. كاك

والبطه رغم ألمها ترد عليه وتصيح فرحة ..كاك. كاك. كاك
لا تترك حقك ولا أرضك ولا كرامتك تُهان مهما كنت ضعيفاً أو فقيراً أو حتى مُعدماً .. فمادمت تملك عقلاً لن يغلبك أحد ولن تكون مطية لأحد
والآن .. السؤال .. كم كاك فى هذه القصة .. ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى