مقال

الإسلام والتنوير

الإسلام والتنوير

الكاتبه : نهـى حـمــزه

شغلتنى كثيراً تلك الصراعات التى إحتدمت على مر القرون الماضيه وحتى يومنا هذا وفى رأيى ستظل , وكم من أحداث جسام وكم من ضحايا آراء فكريه أزهقت أرواحهم وقضايا خلافيه أشعلت فتن وكوارث مجتمعيه .

كانت والدتى رحمها الله تدعو لى أو لأى من إخوتى دعوه لا أنساها ( الله ينور بصيرتك ) .. وأنا أراها قد لخصت القضيه فى تطور الحياه من بداية الخلق ونزول الديانات السماويه وختاماً بالدين الإسلامى .

هذه البصيره التى دعت لى بها أمى أن ينيرها الله .. كأنها كانت محرك بحث فى عقلى وإدراكى للبحث والتدبر والتفكر فى قضية التنوبر والتبصر نعم التبصر الذى هو تلك النبته التى يهتدى الانسان بسببها وهى آلة التميز بين الحق والباطل … فالبصيره نور وشعور وقل يديرهما بعد تدبر وتفكر .

ويقال عن المؤمن أنه كيس فطن والتبصر فى معناه الموجز هو الفطنه والكياسه والتنبؤ والبصر قوة الإدراك ولا إدراك والعقل معطل وقد ورد لفظ ( وما أدراك ) فى القرآن الكريم ثلاثة عشر مره .. وهذا يجعلنا نقول بمنتهى الثبات ان قضية التنوير لها أصل ثابت فى الدين الإسلامى حتى وإن كانت قد ظهرت فى أوروبا أيام العصور المظلمه والظلم الذى خرج من الكنيسه ومورس على الناس مستعملين الدين بشكل خاطئ وتجلى ذلك فى ( صكوك الغفران ) … فقد كان المسيحى يشترى صكاً من الكنيسه الغربيه بمقابل مادى للخلاص من ذنوبهم وكان ذلك فى القرن الخامس عشر .

إلا أن التنوير أساسه فى جوهره موجود فى الدين الإسلامى كما هو فى الديانات السماويه .. والدين الذى أتى ليخرج الناس من الظلمات إلى النور هو دين يحمل فى معناه منهجاً تنويرياً .

ولذلك نبغ الغرب لأنهم أخذوا نمودج إبن رشد وحتى اليوم يحتفلون به أما نحن فقد أحرقنا كتبه فى إشبيليه وأخذنا نموذج الغزالى .. وتركنا تراث التنوير الاسلامى ليستفيد منه الغرب ,, فقد إهتموا بالفارابى وإبن سينا واستفادت منهم الحضاره اليونانيه فتقدموا وتأخرنا نحن .

لماذا نستشيط غضبا عند سماعنا كلمة التنوير أمطلوب جمود العقل .. كما يوجد أدباء متفلسفه يوجد أيضا فلاسفه يحملون سمة الأدب وكلها تحرك المياه الراكده وتثرى الفكر .. نهتم بالأدب الذى يقدم رؤيه نقديه أو فلسفيه وليس الأدب الذى يقدم مجرد المتعه

فلا يكون الإنسان مجرد مرورللآراء التى يسمعها من الناس وهذا يأتى من القراءات والخبرات والتجارب … فلا خوف من أى مصطلحات بل نناقش ونحاور إثراءً للفكر وإستخراجاً لمخزون العقل

قضية التنوير فى الخطاب العربى الحديث تطلق على حركة التوعيه والتثقيف والتجديد التى حدثت فى العالم الإسلامى وقد تتأثر بالغرب بعض الشئ لكننا لا نخاف فنحن أصحاب الجذور التى جاءت فى ديننا الحنيف ونحن من أهملناها ولم نرويها بالتعمق والادراك والتفكر وتقوقعنا وإستسلمنا لمن حمل عصا الظلام وقاد غقولنا بها فى عصور غابره … الآن حان الوقت أن نعود للإدراك الذى حدثنا عنه القرآن وعن البصيره التى هى المحتوى .

ونقول ما ينفع الناس فليتفكرون وليتدبرون ويدركون ويتقدمون حاملين مشعل منور لا ينطفئ إنه نور الإسلام .

بـقلمى 🖋

نـهـى_حـمــزه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى