مقال

يتبارى الساسة الفلسطينيون في بذل الطاعة للقوى الخارجية،،

يتبارى الساسة الفلسطينيون في بذل الطاعة للقوى الخارجية،،

كتب /يوسف المقوسي

لو فُوّض “الموساد” الاسرائيلي لكتابة سيناريو حول تدمير السلطة الفلسطينية لما وصل الى أكمل من السيناريو الذي يحدث اليوم بأيدي الطبقة السياسية الفلسطينية .

 

لم يعد مهماً القول أن أحدهم في مناطق السلطة، من السياسيين أو غيرهم، هو عميل خارجي، ينفذ خطة خارجية، ينضوي تحت هالة قوة خارجية، ينفذ أدوار جهة خارجية. كلهم أو غالبيتهم العظمى يفعلون ما تريده اسرائيل، وذلك حسب سيناريو متقن وضعه “الموساد”. على كل حال، القوى الداخلية تجيد تدمير بلدها. تجيد الانتحار. لا تحتاج أن يعلمها أحد.

تعطي دروساً في الموضوع. هي منظومة سياسية اجتماعية دفعت للانهيار بأيدٍ فلسطينية.

تقودها الطبقة السياسية بفرح عظيم.

 

يتبارى الساسة الفلسطينيون في بذل الطاعة للقوى الخارجية. الأسباب حسب القوة الخارجية تكون لتأمين السياسة الخارجية وتنفيذها لقاء بدل أو استفادة مادية من نوع آخر. وأحياناً بذل الأرواح (الفلسطينية ) لخدمة القوى الأجنبية، حتى يكاد الإستشهاد في فلسطين يعتبر مهنة يتم تصنيعها جماعياً في معامل دينية. على مقلب ثانٍ فريق سياسي متأصل في فلسطين يكاد أن يتزعزع بفضل المستشارين.

 

راسبوتين يزعزع كيانه كما فعل الراهب راسبوتين الأصلي في بلاط رومانوف وزعزع امبراطورية رومانوف التي حكمت أكثر من خمسة قرون. راسبوتين فلسطين يحاول أن يبني سلالة محلية، ليس للتوسّع كما حدث في روسيا الامبراطورية، بل الانهيار والضمور، وربما التلاشي، كما يحدث في مناطق السلطة الفلسطينية .

وجه التشابه أن انهيار الامبراطورية الروسية حدث من الداخل، بفعل قوى داخلية. محور الانهيار كان داخليا.

أ ما الانهيار في السلطة الفلسطينية سببه الصراعات الداخلية. وفي فلسطين أكثر من امبراطورية.

لكل من هذه الامبراطوريات راسبوتينها. أصبح غير مجدياً شتمهم. تعودنا على ذلك منذ تشكلت السلطة الفلسطينية وقبلها.

عنوان أو شعار السلطات الحالية غزة والضفة:

“اللي استحوا ماتوا”. منذ عقود نسمع الكلام نفسه عن النظام. أربابه يفعلونه بدون حياء. كان سياسيو فلسطين قبل هذا العهد يتمتعون به.

 

الذين يتحدثون عن “الزمن الجميل” الذي مضى قبل2007، فاتهم أن صحف فلسطين كانت أيضاً تتحدث عن الفساد، فساد الطبقة السياسية، وأحزمة البؤس حول مناطق السلطة . والاعمار ، بل نهوضها، في عقدين من الزمن، قام على أكتاف عمال فقراء يعملون في المدينة وينامون في أحزمة البؤس. ضواحي غزة ورام الله .

كان هؤلاء العمال يصلون الى بيوتهم ومناماتهم مشياً على الأقدام. الرساميل المستخدمة في مناطق السلطة الفلسطينية ـ الزمن الجميل، كان بعضها داخلياً، ويقال أن بعضها كان مستورداً، والكثير منها لرأسماليين تفلسطنوا (نالوا الجنسية) لاحقاً.

 

معلقو المحطات الفضائية، وجزء كبير من كتاب الجرائد ومواقع الانترنت، يضعون اللائمة على اتفاق أوسلو لأسباب معروفة. ينسون أن اتفاق اوسلو وضع حلاً لوضع متعب بين اللاعبين (السياسيين الفلسطينيين) الذين ما زالوا هم وغيرهم يمارسون اللعبة حسب قواعد الليبرالية الجديدة التي ورثت ليبرالية الزمن الجميل. الفرق بين الزمنين هو قلة الحياء. طبقة سياسية فقدت كل مقومات الأخلاق. الأهم من ذلك انه قبل 2007 كانوا يدفعون من جيوبهم قبل الوجاهة ويستردون “حقوقهم” اذا استردوها، بعد دخول هيكل السياسة. بعضهم أفلس. الحرامية في كل وزارة أو زاوية من السلطة.

لا يحبون أن يكون بينهم من يتقيّد بأصول الأخلاق والقانون. يطردون أمثاله من السلطة أو يغتالونه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى