مقال

نسائم الإيمان ومع أفضل أيام الدنيا “الجزء الثانى”

نسائم الإيمان ومع أفضل أيام الدنيا “الجزء الثانى”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع أفضل أيام الدنيا، وفي اليوم التاسع يقفون بعرفة، وهو من أعظم الأيام وأفضلها، ويعتق الله تعالى فيه من النار ما لا يعتق في غيره من سائر الأيام، وهو اليوم الذي نزلت فيه آية الإخبار بكمال الدين، وتمام النعمة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة، فكان الإخبار عن كمال دين الإسلام، وتمام نعمة الله تعالى به علينا، ورضاه بالإسلام لنا دينا في اليوم التاسع من هذه العشر المباركة، فاختصت بهذا الفضل العظيم، واختصت العشر بيوم النحر، وهو العيد الأكبر، وهو أفضل من عيد الفطر لاختصاصه بكثير من الشعائر والعبادات، وفيه تراق الدماء تعظيما لله تعالى ولا تذبح الضحايا والهدايا قبله فكان التنسك بالدماء لله تعالى في خاتمة هذه العشر المباركة.

وكان آخر يوم منها وهو اليوم العاشر عيدا كبيرا للمسلمين، يذكرون الله تعالى فيه على ما هداهم، ويشكرونه على ما أعطاهم، وإن لفريضة الحج فضائل كثيرة، منها أنه يهدم ما كان قبله كما في سؤال عمرو بن العاص رضي الله عنه، للنبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبايعه، وأن من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه” الرفث هي كلمة جامعة لما يريد الرجل من المرأة، والفسوق هى المعاصي، وقال ابن حجر رحمه الله وظاهر الحديث غفران الصغائر، والكبائر، والشبهات، وقال صلى الله عليه وسلم “والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” والحج المبرور هو أن يرجع زاهدا في الدنيا، راغبا في الآخرة، كما قال ذلك الحسن البصري رحمه الله.

وإن من صفة الحج والعمرة، وهو أن يُحرم الحاج من الميقات، ثم يلبّي حتى يصل إلى البيت الحرام، ثم يبدأ بالطواف من الحجر الأسود، ويسن في هذا الطواف وهو أول طواف يأتي به القادم شيئان الاضطباع في جميع الأشواط، والرمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط، فإن أقيمت الصلاة أثناء الطواف، بدأ بعدها من موضعه الذي وقف فيه، على الأظهر من قولي العلماء، ثم يسوي رداءه بعد الفراغ من الطواف، ويصلي ركعتين خلف المقام، ويشرب من ماء زمزم إن تيسر له، ويسعى بين الصفا والمروة، وينبغي للنساء عدم مزاحمة الرجال بتقبيل الحجر، أو الرمي، أو الطواف، فيحلق إلا إذا كان متمتعا فإنه يقصّر لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم بذلك.

وحتى من أراد الأضحية يقصر، وأما عن محظورات الإحرام، فهى إزالة شعر الرأس بحلق أو غيره، والحلق به القلع أو النتف أو نحوه، وأيضا إزالة الظفر، وأيضا استعمال الطيب في بدنه أو ثيابه، أو المأكول أو المشروب، وأيضا لبس القفازين، وأيضا المباشرة بشهوة، سواء القبلة، أو الغمز، أو الوطء دون الفرج، وإن فدية هذه الأشياء على التخيير، وهي فدية الأذى، وهى صيام ثلاثة أيام، أوإطعام ستة مساكين، لكل مسكين نصف صاع، أو ذبح شاة، وهذا إذا فعلها متعمدا، وأما عن الجماع في الفرج، إن كان قبل التحلل الأول فسد نسكه، ووجب المضي فيه، وعليه بدنة، والقضاء من العام القادم، وأما عن عقد النكاح “لا ينكح المحرم ولا ينكح”

وأما عن قتل صيد البر المتوحش فقد قال تعالى فى سورة المائدة ” يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم” وعليه جزية، وهي ذبح شاة يفرقها على فقراء الحرم، أو يقومه بطعام يفرقه على فقراء الحرم، أو يصوم عن إطعام كل مسكين يوما وأيضا تغطية الرأس بملاصق، أو لبس المخيط، أو تغطية الوجه على أية صفة كانت، إلا المرأة إن مرّ بها رجال أجانب، وأما عن صفة الحج إذا كان اليوم الثامن، فإنه يسمى اليوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية، وفي وقت الضحى من هذا اليوم يُحرم الحاج من المكان الذي هو نازل فيه، حيث ينوي أداء مناسك الحج، وقبل التلبية، ويغتسل المتمتع ويتنظف، ويقص أظافره، ويحف شاربه، ويحلق عانته، ويلبس الإزار والرداء الأبيضين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى