مقال

نفحات إيمانية ومع ترجمان القرآن “الجزء الخامس “

نفحات إيمانية ومع ترجمان القرآن “الجزء الخامس ”

إعداد / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع ترجمان القرآن، وثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يُجلس ابن عباس مع مشايخ الصحابة ويقول نِعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وكان إذا أقبل يقول عمر رضي الله عنه “جاء فتى الكهول، وذو اللسان السئول، والقلب العقول” وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يدني ابن عباس، فقال له عبد الرحمن بن عوف إن لنا أبناء مثله، فقال إنه من حيث تعلم، فسأل عمر ابن عباسٍ عن هذه الآية من سورة النصر “إذا جاء نصر الله والفتح” فقال “هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه ” قال ما أعلم منها إلا ما تعلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال.

 

” كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا دعا الأشياخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دعاني معهم، فدعانا ذات يوم أو ذات ليلة فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر ما قد علمتم، فالتمسوها في العشر الأواخر، ففي أي الوتر ترونها؟ فقال بعضهم تاسعه، وقال بعضهم سابعه وخامسه وثالثه، فقال ما لك يا ابن عباس لا تتكلم؟ قلت إن شئت تكلمت، قال ما دعوتك إلا لتكلم، فقال أقول برأي، فقال عن رأيك أسألك، فقلت إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله تبارك وتعالى أكثر ذكر السبع فقال السماوات سبع، والأرضون سبع” وقال تعالى فى سورة عبس “ثم شققنا الأرض شقا، فأنبتنا فيها حبا، وعنبا وقضبا، وزيتونا ونخلا، وحدائق غلبا، وفاكهة وأبا”

 

فالحدائق ملتف وكل ملتف حديقة، والأب ما أنبتت الأرض مما لا يأكل الناس” فقال عمر رضي الله عنه “أعجزتم أن تقولوا مثل ما قال هذا الغلام الذي لم تستو شئون رأسه؟ ثم قال ” إني كنت نهيتك أن تكلم، فإذا دعوتك معهم فتكلم ” وقد قال الأوزاعي قال عمر بن الخطاب، لابن عباس رضي الله عنهما ” إنك لأصبح فتياننا وجها، وأحسنهم عقلا، وأفقهم في كتاب الله عز وجل ” وعن عطاء بن يسار أن عمر وعثمان رضي الله عنهما، كانا يدعوان ابن عباس رضي الله عنه فيسير مع أهل بدر، وكان يفتي في عهد عمر وعثمان رضي الله عنهما إلى يوم مات، وقد كان ابن عباس رضي الله عنه من الصحابة المكثرين في رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

ولقد برع ابن عباس رضي الله عنه، بعدد من العلوم الشرعية، مثل الفقه، حيث تولى ابن عباس رضي الله عنه، الفتوى في عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما، ولشدة علمه بالفقه كان أحد الفقهاء السبعة الذي تحولت لهم الفتيا بعد وفاة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكما كان ابن عباس المرجع للصحابة حال اختلافهم في إحدى الأمور، وتجدر الإشارة إلى أنه لم يكن يُبدي رأيه بأي مسألة إلا إن لم يجد بيانا لها في النصوص وفيما ورد عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ومن الشواهد على فقه ابن العباس ما يرد في الكتب الفقهية من الآراء المنسوبة إليه دون غيره، إذ انفرد بالحكم في عدد من المسائل.

 

وأورد ابن حزم رحمه الله، أن أبا بكر بن الخليفة المأمون أحد أئمة العلم والحديث جمع الفتاوى المنقولة عن ابن عباس فكانت في عشرين كتابا، وكان ابن عباس يحث ويرغب الناس في السؤال عن أمور الدين، ثم يسألهم عما قال ليتأكد من صحة فهمهم، كما كان حريصا على إرشادهم إلى الطرق والأساليب التي يحفظون بها العلم، ليتمكنوا من تبليغه لغيرهم، ومن أقواله الواردة في ذلك ” تذاكروا هذا الحديث لا ينفلت منكم، فإنه ليس مثل القرآن مجموع محفوظ، وإنكم إن لم تذاكروا هذا الحديث ينفلت منكم، ولا يقولن أحدكم حدّثت أمس فلا أحدّث اليوم، بل حدّثت أمس ولتحدّث اليوم وغدا ” وكان من وصاياه الواردة في الوعظ ما رواه الإمام البخاري في صحيحه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى