مقال

نفحات إيمانية ومع المقاطعة والهجرة النبوية ” الجزء الأول “

نفحات إيمانية ومع المقاطعة والهجرة النبوية ” الجزء الأول ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

إن رسول صلى الله عليه وسلم، كان أحسن الناس وأجمل الناس خَلقا وخُلقا، لم يصفه واصف قط إلا شبهه بالقمر ليلة البدر، ولقد كان يقول قائلهم لربما نظرنا إلى القمر ليلة البدر فنقول هو صلى الله عليه وسلم أحسن في أعيننا من القمر، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها، وأنورهم لونا، يتلألأ تلألؤ الكوكب، فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان، أى مضيئة مقمرة، وعليه حُلة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلي القمر، فلهو عندي أحسن من القمر” رواه الترمذي، وقد وصفه أبو بكر الصديق رضي الله عنه “أمين مصطفى للخير يدعو كضوء البدر زايله الظلام” وإن الهجرة انتهت وفاز بفضلها السابقون الأولون.

 

حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا هجرة بعد الفتح” ولكن يمكن للمسلمين اليوم تحصيل بعض معانيها، وتطبيق كثير من أوصافها، وذلك لأن الهجرة هي إحداث التغيير والانتقال في النفس والقلب والجوارح، ويدخل فيها هجران المنهيات والمنكرات إلى ما يحبه الله ورسوله من الصالحات والحسنات، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه” فأين نحن اليوم من معاني الهجرة هل أن أعمالنا وسلوكنا وأخلاقنا ومعاملاتنا وسائر أحوالنا تعكس صورة الإسلام ليغير الله بنا من حال الذل إلى العز، ومن حال الفرقة إلى حال القوة والاجتماع والمحبة، فإن هذه بعض الدروس المستفادة من الهجرة النبوية.

 

علينا أن نتأملها ونتدبرها، ونتخذها زادا ونبراسا نستضيء به في حياتنا وأعمالنا، وأن نعلم أولادنا وبناتنا تلك المعاني السامية والأخلاق الفاضلة ونغرسها في نفوسهم حتى ينشؤوا على الفضائل، ويتربوا على الشمائل ليكونوا أداة صالحة في خدمة مجتمعهم ودينهم، ويجب أن ندرك أن الأعداء يبذلون الكثير من المال للصد عن سبيل الله ونشر باطلهم، ومع ذلك لم ينالوا من القلوب المؤمنة سبيلا وإن كانوا نالوا من اجسادهم وآلامهم، وما زال الأعداء ينفقون بسخاء للتضييق عل المسلمين في دعوتهم، ونشر الكفر والإلحاد وتشجيع الرزيلة والفجور والإباحية، وإذا كان أهل الباطل ينفقون الكثير من المال من أجل باطلهم وفجورهم، فكيف بالمسلمين الموسرين.

 

والمسلمين يمسكون عن الإنفاق لنشر دعوة الحق ومواساة اخوانهم المسلمين من الفقراء و المعوزين ؟ فعلينا السعي والبذل لنصرة دعوة الاسلام واتباعها في كل مكان، ولم تقتصر معاهدة قريش واضرارها وأذاها على النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فقط بل شملت كل من يقف أو يتعاطف معهم أو يدافع عنهم أو أي صلة تربطهم بهم سواء كانت علانية أو سرا، ولهذا ينبغي على عموم المسلمين أن يتجمعوا ويترابطوا خلف علمائهم ودعاتهم المخلصين، يناصرونهم و يؤازرونهم، وان تكون صلتهم بالمجتمع الدولي قائمة على المصالح المشتركة والسلم العالمي، كما ينبغي العلماء والدعاة إلى الله تقوية صِلاتهم بجمهور المسلمين حتى يكونوا يدا واحدة، وصفا واحدا.

 

لا مكان فيه للاختراق من الاعداء في الداخل او الخارج، إن الهجرة حدث تاريخ عظيم لا ينبغي أن يمر علينا مرور الكرام بل لأجل أن نأخذ منه العبر والدروس، فلقد هاجر نبينا عليه افضل الصلاة وأتم التسليم من مكة المكرمة إلى المدينة النبوية بعد أن لقي من الأذى والضيق والبلاء ما لا تتحمله الجبال الرواسي، وفقد النصير العزيز من أهله وأقربائه كأبي طالب وخديجة الفضلى، وامره الله حينئذ بالصبر والهجرة، ولقد تآمر المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرروا أن يفتكوا ويقتلوه لكن الله نجاه حماه وأيده ونصره، وعندما وصل إلى غار ثور تتبع المشركون أثره حتى وصلوا إليه فقال أبو بكر الصديق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتسمع أصواتهم “لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى