خواطر وأشعار

يا حرفها

{يا حرفها }

 

بقلم رائد سويدان

_____________

يا حرفها ..

ماذا دهاك ؟

فلست أدري مالذي أراه فيك إذ أراك..

ولست أدري مالذي ينتاب قلمي حين يبحر في لج يمك ..

يقتفي الأثر

وليس يخشاها الشباك

ولست أدري لم تتسارع نبضات المحابر..

يا أيها اليم الذي تغتسل بمداده مآق الأقلام

ويغسل عن الهدب غشاوة الشطآن

ويضرب بموجه العاتي شغاف القلوب..

 

كما الليل أنت تناجي الوجود بهدوء رهيب

ولكن يضج الكون بخفايا سر الوجود حين يفك طلاسم ظلامك فتنعكس نورا لذي الألباب

تجليات تشرق في الأرواح

لتغوص في علم الاسرار

هنا…

تتسارع الأنفاس ..

في الحروف

ويموج الناس بالناس في عين المعاني

حفاة عراة

وتذهل القراطيس عنهم جميعا وعن نفسي

لا غرابة ..!!

أنت وحدك

لك وحدك ميزة النفخ في الحرف روحا

فيأتي سعيا على هيئة طير يزف

اليقين

بأنك أول من خط العهد سرمديا

وفقأ مآق الشمس

واستباح نيروزية الربيع

فتناثرت معالمه

أمام وطأت خطاك

فقد كنت أرنوك

ويجهش النبض مسترجعا أولى السطور

أيبعث الشوق من في القبور ؟

وسبعا مثاني

قرأناها .. ونقشناها في لوح الصدور

يا له البعث الجديد

حين كنتم في الموكب المهيب

راية بيضاء في هام الحضور

أيجري الماء في العود

حين تشذونا العطور ؟

كيف لا وروح الورد على موائد الفردوس زفت

يقينا لا غواية

وتزينت بالكحل مآق الزهور

إيه ياغابر العهد

ياعمر النسور

تعلقت كلاليبك بتلابيب الروح

فلا مفر منك .. ولا الأثر يمحى

وإن مر سبعون عصرا

وألف ألف من دهور

…………

كم على بال الليالي خطرتم

حلما غجريا يراقص مزاميره مارد القمقم وينتظر مسحة من كف الغياب

فما حال لحد القتيل ودمه المسفوح

ظلما فوق أوجاع التراب

أم خطوط الكف خابت

وقارئة الطالع توارت خلف الخطايا

وتاه الرشد بين الغي والغي

وبات منسيا على رف هجري ذياك الكتاب ..

على ورقي الأحمر

كم سكبت الحرف خمرا

وكم تشربته شفاه الإياب

أواه … لم تشفع له الذكرى

فقد وئد قبل الولادة

ولم يسأل عن ذنبه

كلا ولا لامته أرهاط العتاب

 

معتق هو حرفك في دنان قلبي

مخمر في جرار الروح

بين زفرة وشهقة

ينطق الصمت آلاف بوح

 

قطار الوقت يسبق خطوي وخطاك

درب طويل مليء بالأشواك ..

ورجانا … حسير الطرف حف بالأسلاك ..

فلا تسل مارد الحرف لماذا هنا أنا

وخلف الغيم ينتظر الرعود بالوعود

هو هناك…

 

الشاعر رائد سويدان

 

سورية

 

ٱلنٌےـفُےـمِےـ ٱلحًےـٱئر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى