مقال

إستثناء … 

إستثناء …

   بقلم / منير راجي

 

 

مع كل نسمة عابرة و مع كل بسمة ساحرة أجد نفسي أجمع أشتات عواطفي لأرحل عبر خيوط وهمية تحملني إلى أفق لا حدود لها …

تحملني إلى نارين …إلى اختيارين , يصعب الإبحار فيهما …

أبحث في كينوناتهما علني أجد هويتي و طريق خلاصي …

أبحث في ذاتيهما علني أجد حقيقة ذاتي … ،

بين الكينونة و الذات تكمن حقيقة أمري …،

ريشة تحلق بها الرياح حيثما هوت لتنغرس بين وجهين و تستقر بين قلبين لتبقى سجينة الوسط ، سجينة إرهاصات لا تمحوها السنين …

بينها و بين الزمن لحظة قرار و كلمة إسرار و حرف استثتاء …

بينها و بين المكان عمق بحر و بعد سماء و متعة احتراق …

بين الزمان و المكان دروب مغلقة و مسالك دامية و جسور شائكة و قلوب حائرة …

هكذا قيدتني أياد أربع و وجهان ناظران خاطفان …

وجه يحملني إلى حدود الإطمئنان و وجه يُحلّق بي بين دروب المجهول …

بين الإطمئنان و المجهول سوابق سجلها التاريخ و قرار يحسم .

وجهان أحدهما شرب من البراءة حتى الثمالة و ملك من اللطف ما يحسد …

و الآخر دفتر لا بياض فيه غير ابتسامات مشبوهة و عينان تحلقان هنا و هناك يودان خطف أسمى معاني الغرام و أغلى مبادىء الاخلاص و أرقى قوانين العشق للفوز بلوحة عصرية رائقة تفيض جنونا في لحظة انصهار …

احدهما يحمل في بريق عينيه دواوينا كامنة و عشقا إلاهيا و حبا تراثيا …

و الآخر يحمل بين شفتيه قواميسا مصنفة و موضات مشبوهة و مسرحية حب مستوردة ..

بين عيون الأول و شفاه الثاني حجم بحار و أنهار …بين حجم البحر و النهر يكمن الإختيار و يحسم القرار و يختزل وجه من ضمير العشق ليصير سرابا يُدفن في عالم النسيان الأبدي ….

لتنغرس تلك _ الريشة _ بين شفاه لطيفة و ظريفة أبد الدهر ….

لتبدأ الرحلة من جديد و بوجه جديد ، رحلة البداية إلى عالم لم يسبق أن وقع ضحية مصطلحات موقعة بقلم متعدد العواطف .

هكذا ينطوي سجل بأكمله بعدما ختمت آخر ورقة منه بقبلات أنهكها الملل على جسد لم يعد متاعا يُطلب و لا طلبا يُرجى …

بين الطلب و الرجاء نهاية عشق زمني ، و خاتمة حبّ ظرفي و ميلاد سمفونية جديدة لا حدود و لا نهاية لها .

 

بقلم / منير راجي / وهران / الجزائر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى