مقال

نفحات إيمانية ومع الإيمان بالله والعمل الجائز ” جزء 3 “

نفحات إيمانية ومع الإيمان بالله والعمل الجائز ” جزء 3 ”

بقلم / محمــــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإيمان بالله والعمل الجائز، فالميتة حرمت لعلة بقاء الدم فيها فالأصل هو الدم سبب التحريم والدم المسفوح أيضا، فإن الإنسان كل عوامل ضعفه، وعوامل المرض كلها في دمه، وأهل الجاهلية قبل الإسلام كان إذا جاع الرجل يأتي بعظم مدبب مؤنف مثل السكين يدخله في جسم الجزور وهى الناقة ويأخذ الدم فيشربه، وهذا شيء واقع في الجاهلية، حتى قال الأعشى وإياك والميتات لا تقربنها ولا تأخذن عظيم حديد فتفصد، وكان الإنسان في الجاهلية يدخل العظم المؤنف إلى جسم الدابة ليشرب من دمها أي بمثابة غذاء، والدم محرم، وأما عن الحكمة من تحريم لحم الخنزير، فإن لحم الخنزير حرام، والخنزير يأكل اللحوم.

 

ويأكل اللحوم القذرة، وأطيب أكلة عنده الجرذان، ويأكل الخنزير الميت، ويأكل الفطائس، واللحوم المتفسخة، فإذا جعلناه في مزارع وضبطنا غذاءه لا يصبح حلالا، لأن له وظيفة أخرى، ووظيفته أن ينقى الأرض من الجيف، وهذه وظيفته، فالإنسان لجهله صار يأكله، والحديث عن مضار لحم الخنزير وهو بأن فيه دودة شريطية تعيش في لحمه، وهناك أمراض كثيرة تنمو في لحمه، حتى لو شويته أو طبخته، ومع ذلك العلة الأقوى أن الله حرمه، وكفى المؤمن علة التحريم أن الله حرمه وانتهى الأمر، والله عز وجل سمح للإنسان أن يأكل اللحم الذى تطيب به نفسه، نهينا أن نأكل ما تعافه النفس، أما ما أهل به لغير الله أى إذا ذبحنا هذا الخروف على اسم غير الله عز وجل.

 

وعلى اسم صنم، أو على اسم إله مفترى، أو على اسم شخص، هذا أهل أى ذبح لغير الله، أما ما ذبح على النصب، فلو توجهت إلى صنم وذبحت أمامه خروفا ولو بقيت ساكتا هذا حرام، إذا ذبحته بمكان بعيد عن الصنم من أجل هذا الصنم هذا أهل لغير الله به، أما إذا توجهت إلى الصنم وذبحته أمامه وأنت ساكت فحرام، لأنك ذبحته من أجله، فواحدة أهل لغير الله به، والثانية ذبح على النصب، كلاهما إشراك بالله عز وجل، والإنسان حين يقول الله أكبر، أى بمعنى يا رب هذا الحيوان خلقته لنا، وذللته لنا، وسمحت لنا أن نذبحه لنأكله، ونحن نفعل ذلك باسمك، وإرضاء لك، وتنفيذا لشريعتك، فهذا معنى الله أكبر، فنحن لا نرتكب جريمة بذبح الخروف.

 

فنقول الله أكبر، وأن الله سمح لنا أن نفعل هذا، وكما تعلمون بأن هناك غلو، وغلو في الإفراط وغلو في التفريط، وأن فى الإفراط هناك شعوب تأكل لحم الكلاب بآسيا، والقطط، وبسنغافورة الثعابين يوضع في أقفاص وهو حى يذبح ويسلخ ويقدم للشارى أطيب طعام، في بلاد يأتون بالقرد وهو حي يقطعون قبة رأسه ويأكلون دماغه وهو حى، وهناك حيوانات تؤكل تعافها النفس، وهناك أناس حرموا اللحم كليا مثل المعرى،النباتيون، وهؤلاء غالوا وهؤلاء غالوا، والله عز وجل سمح لنا أن نأكل اللحم الذي تطيب به نفوسنا، وأما عن تفسير المتردية والموقوذة والنطيحة وما أكل السبع، فالمنخنقة وهي التي تموت خنقا، إما أن يلتف وثاقها حول عنقها.

 

أو أن تدخل رأسها في مضيق فتموت، والموقوذة التي تضرب بالعصا ونحو ذلك فتموت، والمتردية التي تسقط من شاهق فتموت، والنطيحة التي نطحتها أختها فتموت، أما لو أن كبشا نطح غنمة في مذبحها بقرنه وسال دمها فهذه اسمها نطيحة، ولا يجوز أكلها لو دخل قرنه في مذبحها وسال دمها فحرام أكلها واسمها نطيحة ولا يجوز أكلها، فالمنخنقة، والموقوذة، والمتردية، والنطيحة، وأما عن ما أكل السبع، فهى كل حيوان مفترس إذا أكل دابة مما سمح الله تعالى لنا أن نأكله فإنه لا يليق بالإنسان أن يأكل فضلات حيوان، لكن الله عز وجل قال” إلا ما زكيتم” بمعنى إن كانت على وشك أن تموت بادرت إلى ذبحها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى