مقال

نفحات إيمانية ومع مدرسة أبى حنيفة الفقهية النموزجية “جزء 2”

نفحات إيمانية ومع مدرسة أبى حنيفة الفقهية النموزجية “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع مدرسة أبى حنيفة الفقهية النموزجية، وإن الإمام محمد بن محمد ابن أحمد المروزي المعروف بالحاكم الشهيد قام بجمعها واختصارها في كتاب واحد سمّاه الكافي، ولذا عدّه أئمة الحنفية أصلا من أصول المذهب، وتباروا في شرحه، فكان أجلها وأشهرها كتاب المبسوط لشمس الأئمة السرخسي، وقال ابن عابدين في منظومته ويجمع الست كتاب الكافي للحاكم الشهيد فهو الكافي أقوى شروحه الذي كالشمس مبسوط شمس الأمة السرخسي، معتمد النقول ليس يُعمل بخلفه وليس عنه يُعدل، ونقل ابن عابدين عن العلامة قاضي القضاة عماد الدين الطرطوسي قوله في مبسوط السرخسي “مبسوط السرخسي لا يُعمل بما يخالفه، ولا يركن إلا إليه.

 

ولا يفتى ولا يعول إلا عليه” وإن أشهر مصنفات المذهب، هو كتاب الآثار للإمام محمد بن الحسن الشيباني، وهو تلميذ الإمام أبي حنيفة، وهو من أوائل كتب أدلة المذهب الحنفين وكتاب الفتاوى الهندية المعروفة بالفتاوى العالمكيرية في مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان، وهي مجموعة من الأحكام الفقهية المأخوذة من مذهب الحنفية قام بتأليفها جماعة من علماء الهند برئاسة الشيخ نظام الدين البرنهابوري بأمر من سلطان الهند أبي المظفر محيي الدين محمد أورنك زيب الملقب باسم عالم كَير، أي فاتح العالم، وكتاب الفتاوى التاتارخانية، وهو كتاب مهم في الفقه الحنفي جمعه المؤلف من أكثر من ثلاثين كتابا وسمي بالفتاوى التاتارخانية نسبة إلى تاتارخان.

 

وهو من كبار الأمراء والوزراء في الهند الإسلامية في القرن الثامن الهجري وقد جاء الكتاب موزعا على أبواب الفقه فبدأ بكتاب الطهارة ثم كتاب الصلاة، وهكذا، وكتاب الخلاصة البهية في مذهب الحنفية، وهو تأليف حسين عبد الرحمن البنجاوي، وهو من علماء الأزهر الشريف وهو كتاب مهم في تعلم الفقه وتعليمه فهو يشتمل على متن كاف وواف من المتون المجملة التي أعدت في الفقه الحنفي وقد اشتمل الكتاب على عدد من الموضوعات الهامة مثل تراجم أئمة المذهب الحنفي وأقسام الأحكام الشرعية ومراتب المسائل في المذهب الحنفي والكتب المعتمدة في المذهب وأسس المذهب الحنفي واصطلاحات علمائه، وقال يحيى بن معين وهو إمام الجرح والتعديل.

 

كان أبو حنيفة ثقة، لا يحدث بالحديث إلا بما يحفظه، ولا يحدث بما لا يحفظ، وقيل سمع زيد بن كميت رجلا يقول لأبي حنيفة اتقى الله، فانتفض، واصفر، وأطرق، وقال جزاك الله خيرا، ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا، وقال روح بن عبادة كنت عند عبدالملك بن جريج سنة خمسين ومائة، فأتاه موت أبي حنيفة فاسترجع وتوجع، وقال أي علم ذهب؟ وقال عبدالصمد بن عبدالوارث كنا عند شعبة بن الحجاج، فقيل له مات أبو حنيفة، فقال شعبة لقد ذهب معه فقه الكوفة، تفضل الله علينا وعليه، وقال شعبة بن الحجاج أيضا كان والله حسن الفهم، جيد الحفظ، وقال عبدالله بن داود الحريبي ينبغي للناس أن يدعوا في صلاتهم لأبي حنيفة لحفظه الفقه والسنن عليهم.

 

وقال مكي بن إبراهيم وهو شيخ البخاري كان أبو حنيفة أعلم أهل الأرض، وقال علي بن الجعد كنا عند زهير بن معاوية، فجاءه رجل، فقال له زهير من أين جئت؟ فقال من عند أبي حنيفة، فقال زهير إن ذهابك إلى أبي حنيفة يوما واحدا أنفع لك من مجيئك إليّ شهرا، وقال حاتم بن آدم قلت للفضل بن موسى السيناني ما تقول في هؤلاء الذين يقعون في أبي حنيفة؟ قال إن أبا حنيفة جاءهم بما يعقلونه وبما لا يعقلونه من العلم، ولم يترك لهم شيئا فحسدوه، وقال يحيى بن سعيد القطان لا نكذب الله، ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله، وقال أبو نعيم الأصبهاني كان أبو حنيفة صاحب غوص في المسائل، وقال الذهبي الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى